لا تذكر فاس حتى تذكر معها هذي المدابغ
وهدي الصناعه العريفه التي تادمت اكثر من 3قرون واصبحات ارث الاحفاد من االاجداد
«العرسة» و«الكبيرة» و«شوارة» و«الدورية».. كلها أسماء لأماكن دباغة الجلود في مدينة فاس القديمة، أعرق حواضر المغرب، التي اشتهرت بهذه المهنة منذ 3 قرون.
كانت دور الدباغة تعرف قديما باسم «دار الذهب»، وهي محاذية لمجرى نهر صغير يعرف باسم «واد بوخرارب»، كما يطلق عليه أيضا اسم «واد الجواهر»، ويعمل هنا نحو 700 صانع يتوزعون على 400 محل لصنع جميع أنواع المنتجات الجلدية التقليدية.
وفضلا عن الجلود وروائحها التي اعتاد عليها الصناع في «دار الدبغ» بوسط فاس، توجد بازارات (دكاكين تقليدية) على أسطحها، كانت عبارة عن فنادق قديمة ومحلات ومساكن أصبحت آيلة للسقوط تبيع المنتجات التي لها صلة بالجلود.
يقول عبد الحليم الجناتي: «أصحاب هذه البازارات يستغلوننا كصناع عن طريق استقطاب سياح بتواطؤ مع المرشدين السياحيين، إذ يجري إقناع السياح بأن المنتجات المتوافرة في المحل هي من صنع صانع تقليدي في دار الدبغ، ويكسبون تعاطف السائح معنا لبيع المنتج بأثمان باهظة، يتقاسمها صاحب المحل مع المرشد السياحي». هذا التصريح يختزل بعض معاناة الصانع التقليدي في دار دبغ «شوارة» من البازارات، التي وجد أصحابها فيها موقعا مهما لجلب السياح، خاصة أنها تطل على معظم دور الدباغة في فاس، وفي مقدمها دار «شوارة» التي تعد الأكبر بين أماكن الدباغة.