عدد النقاط : 17
. ***** الاربعـاء 16 محـرم 1435 هـ قرية المجيرمة.. الملتقى الأشهر لهواة صيد الصقور في العالم العربي محطة توقف موسمية للطيور المهاجرة مكة المكرمة: سلطان العقيلي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام تتحول قرية المجيرمة، 70 كيلومترا جنوب مدينة مكة المكرمة، إلى ملتقى يضم المئات من هواة صيد الصقور من الخليج العربي وبعض الدول العربية، حيث تعد المكان الأشهر على مستوى العالم العربي في هذا الخصوص؛ كون الصقور بشتى أنواعها تتوافد إليها باعتبارها محطة توقف مؤقتة، لتكمل رحلتها بعد انقضاء فصل الخريف. وتنطلق رحلة هذه الطيور بدءا من جبال سيبيريا حتى مناطق متفرقة إلى شمال أفريقيا وبعض دول أميركا الجنوبية. سعيد العمودي، من سكان مدينة الليث، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعشق صيد الصقور منذ أكثر من 15 عاما، لافتا إلى أن هذا الملتقى أسهم في جعله يتعرف على كثير من سكان المدن المجاورة وبعض المدن الخليجية، مضيفا أن جو المقناص جميل جدا تسوده الألفة والتعاون بين الصقارين. من جهته، يذكر القطري محمد كواري أن هواة القنص يتوافدون لمنطقة المجيرمة من أنحاء الخليج العربي كافة لصيد الصقور، وتتحول المنطقة إلى أشبه بملتقى ثقافي يجتمعون فيه لبحث التطورات التي قد تطرأ على الطيور وإيجاد الحلول للمشكلات التي تعترضهم، رغم المشقة التي يجدونها خلال تخييمهم في الموقع، إلا أنهم يشعرون بكثير من المتعة خلال قضاء أوقاتهم في البراري. من جانبه، أوضح محمد البلوي، القادم من شمال السعودية لممارسة هواية القنص، أن منطقة الحماد في المجيرمة هي المكان المعروف للقنص، وأن هذه الهواية تتطلب تعاونا كبيرا من الصقارين للظفر بأي طير والوصول إلى الهدف بأقصى سرعة. وقال: «للقنص أدوات تنحصر في الشراك، مثل: الهبادة (وهو شبك السمان)، وشبك الحمام، والمناشبية، والشبكة الأرضية. ومن أدوات الصيد الطعم، وعادة ما يكون من طير الحمام أو السمان، إلى جانب أهمية وجود كلاب لصيد الأرانب والغزلان في المناطق غير المحمية، ويتجنب القناص استخدام الأسلحة بأنواعها». بدوره، أكد نزار غاللي من الكويت أن شهر نوفمبر هو إجازته السنوية التي يخصصها كل عام للقنص، بحسب وصفه، لافتا إلى أنها متعة كبيرة ومكان للتعارف وتعلم الصبر، مضيفا: «الصقارون من شتى البلدان لديهم قانون متعارف عليه، وهو احترام الآخر والتعاون، مما أسهم في جعل المكان ملتقى حضاريا في العلاقات الاجتماعية»، لافتا إلى أنه يتمنى أن يصبح المكان منسقا بشكل أجمل مما هو عليه، ويتم ترتيبه لدخول مسابقات عالمية. وبالعودة لسعيد العمودي، الذي أكد أن في فترة القنص من الصباح إلى غروب الشمس يعمل الصقارون على إرسال صقر «قرناس» في الهواء مزودا بشراك، معلقا فيه ريش حمام، للتمويه على أنه يحمل طريدة، وعندما يشاهد الصقر «الحر» القرناس عاليا في الهواء ومعه الطريدة، فإنه «يزمر»، أي تأتيه الغيرة، فينطلق للحاق به ومحاولة خطف الحمامة المصطنعة منه، فيشتبك معه، وتلتحم أرجله بالشراك، ويدخل الطائران في صراع للتخلص من بعضهما، فيما القناص يتابع بدقة المنطقة التي من المتوقع أن يسقط فيها «الحر» للإمساك به. وأضاف العمودي أن طريقة الصيد بالكوخ تعتمد على إسناد صندوق خشبي أو طيني خفيف بعصا ووضع طريدة من الحمام أو السمان تحته، وحين يقترب الصقر من الفخ ويمكث للأكل من الطريدة، يسحب الحبل رويدا رويدا حتى يسقط عليه الصندوق ليقع في الشراك. وذكر أن طريقة الصيد الليلي تعتمد على وجود اثنين من الصقارين ذوي المهارة والخفة في الحركة، وتكون بترك الطير المراد صيده إلى حلول الظلام، ومن ثم يسلط أحدهما الأضواء على عيني الطائر وبتركيز شديد من مسافة تبعد عنه نحو 100 متر لإشغاله، فيما يتجه القناص الآخر إليه من الجهة اليمنى أو اليسرى، بعد أن يكون قد خلع حذاءه وملابسه إلا من قطع بسيطة، حتى لا يحدث صوتا ينبه الطائر، ويحاول أن يهجم عليه وضبطه بكلتا يديه. وأضاف العمودي أن الشهر المنصرم شهد بيع صقر من نوع الحر بمبلغ 60 ألف دولار، في حين يدخل بعضها مزادات تبدأ من مبلغ 15 ألف دولار، مؤكدا أن بعض المزايدات تشهد عمليات مقايضة؛ كاستبدال طير حر بسيارة فخمة.. وهكذا، لافتا إلى أن السنوات الماضية شهدت بيع أنواع من الطيور بأكثر من 200 ألف دولار. أما ماجد راكان، وهو ممارس لهواية تربية وصيد الصقور منذ أكثر من 40 عاما، فذكر أن المقناص مكان الفرسان، وأن له استراتيجيات، حيث لا مكان للبدناء في المقناص إلا من خلال المراقبة، ويكون دوما من حظ نحيلي الجسم؛ كونهم قادرين على الحركة بخفة ومتابعة الطيور والركض خلفها لاصطيادها. وأكد أن عملية القنص تستمر أحيانا لأكثر من 14 ساعة في حال استقرار الطير في مكان واحد، لافتا إلى أن القناص يحتاج لسيارات خاصة من نوع الدفع الرباعي كي تتحرك بكل سلاسة في فترة المقناص، نظرا لوجود كثير من الرمال والهضاب بمنطقة المجيرمة. يذكر أن الصقور في جميع دول العالم تنقسم إلى أربعة أقسام أساسية، هي: الحر والوكري والشاهين والجير، تعيش حياتها الطبيعية في المناطق التي كتبها الله لها، وجعلها تتعايش وتتزاوج وتتكاثر فيها في الخلاء دون أي تدخل بشري يذكر في حياتها الطبيعية. ويتفرع من كل قسم من هذه الأقسام فروع أخرى تندرج تحته وتختلف باختلاف أحجامها وألوانها وطبيعة الأرض التي تتكاثر فيها، لكنها في الأساس تعود إلى القسم الأساسي الذي تفرعت منه من تلك الأقسام الأربعة، ولكل نوع منها مميزاته والأماكن الطبيعية التي يعيش فيها، وقد استفادت شركات السيارات مؤخرا من مراقبة ومتابعة تلك الطيور، حيث اعتمدت على كثير من أنظمة الملاحة والحماية وسرعة بعض المحركات من دراسات عدة أجرتها على تلك الطيور. ويرى مختصون في الطبيعة والطيور أن الحفاظ على تلك المكتنزات الربانية أمر مهم بعيدا عن الصيد الجائر المخالف. في شهر نوفمبر تتحول المجيرمة إلى ملتقى يضم المئات من هواة صيد الصقور السنوات الماضية شهدت بيع بعض أنواع من الطيور بأكثر من 200 ألف دولار *****