يا سلام يا ابن ناصر عليك وعلى هذا المربي القدير
أين أبناء اليوم من أبناء الأمس الذين يأتون إلى المدرسة من مسافات بعيدة فبعضهم يأتي ماشيا والبعض ينحشر في سيارات ليس في ركوبها شيء من الراحة كالونيتات والجيوب ، وآخرون يسكنون بعيدا عن أهاليهم ، كل هؤلاء يرافقهم شظف العيش وقلة ذات اليد ومع هذا تراهم متفوقين في دراساتهم ، يتخرجون في مدارسهم ويواجهون الحياة بكل ثقة واقتدار
كان المدرسون والتلاميذ يرون في المدرسة أما وأبا لا يكادون يبرحونها إلا وقت المنام ، يرجعون إليها بعد العصر لممارسة مختلف النشاطات
قليلون أمثال هذا المدير وكان من الواجب على المجتمع تكريمه ولكنا نعيش في مجتمع دفَّان (والعود في أرضه نوع من الحطب ) أوكما يقول الشاعر :
أنت من معشر إذا غبت عنهم **** بدلوا كل ما يزينك شينا
لكن لن يعدم المخلص من يشيد به ويتذكر محاسنه وما كتابة ابن ناصر عن هذا الرجل النادر إلا نوع من التكريم له في الحياة الدنيا
إنما يقْدُرُ الكرام كريم **** ويقيم الرجال وزن الرجال
وما عند الله خير وأبقى والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، شكرا جزيلا لذلك الرجل القليل ( والكرام قليلون ) وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه على ما قدم وشكرا لك يا أبا فيصل على كتابة هذه السيرة العطرة .
عبد الرزاق بن صالح الفقيه