السلام عليكم
أستاذي وأخي الأكبر د. سعيد بن عطية أبو عالي
مع أشراقة شمس يوم أضاءت شاشة جهازي بما وصلني من أخ أكبر ومرب فاضل ومسؤول تربوي في الدولة لعقود من الزمن , كانت له بصمات في الإدارة والتربية قل أن يصل إليها أحد من قبله ولا من بعده - على حد علمي - على الأقل في المنطقة الشرقية , أقول هذا ويقوله غيري ويقوله كل منصف عرف معادن الرجال .
كيف لا يكون هذا وأحسب أنك القدوة لي ولغيري ممن يبحث عن الأحلام والآمال من أجل حياة أفضل وفق مسار ( الدراسة عبر الجبال والوهاد والسفر والصعاب ) وكأنني بك تتبع خطى :
وما نيل المطالب بالتمني ........ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ما قمت به أنا وغيري عندما وصفت ( ابنك أو أخيك الأصغر ) بأنه مرب فاضل ,,,, ما كان ليحدث هذا لولا أننا كنا نمشي على درب من نتسامع عنه : سعيد ابو عالي ( راح ــ جاء ــ سافر أمريكا ــ حصل على الماجستير ــ الخ )
( أبو عالي ــ خذ الماجستير ) هذه العبارة سمعتها في مجلس وأنا بمدينة جدة ــ ربما عام 1394 ــ وكانت محل إكبار من الجالسين وأجزم أن عددا منهم يسمع تلك العبارة ( ماجستير ) ولا يعلم ماذا تعني ,, لكنهم يدركون أنها عمل عظيم ,, ثم كانت بعدها الدكتوراه ,, انجاز فريد غير مسبوق في مجتمعنا القروي والمحلي
أما الإنجاز الأهم فقد كان ذلك العمل الميداني العجيب والنقلة النوعية في مسار التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ــ لن أطيل عليك في هذا الجانب ــ لكن بحكم علاقاتي بزملاء رواد الكشافة ولقاءآت تتم سنويا في الدمام أو الأحساء ــ من أولئك الزملاء : سهو الهدبا ومستور الشهراني وخالد الجميعة .. لعلك تتذكرهم وتعرفهم .. لازال كل من التقيت به .. يشيد مصادفة لكي يذكرني بالعصر الذهبي للتعليم والإدارة التي مرت عليها الدمام خلال اسناد المهمة الشاقة إلى د . سعيد ,, من أهمها كما سمعت : القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة لمصلحة عامة .. والتغيير النوعي في نمط الادارة والتربية .
لا أخفيك : أننا عندما كنا نعيش في الدمام مع بداية عام 1378 هــ 1958 م وما تلاها من سنوات برفقة والدي وأخي الأكبر رحمهما الله . ويجاورنا العديد من رفقاء درب الوالد ,, كنا في تلك الفترة ولسنوات طويلة لاحقة نشعر بالدونية أمام مجتمع المنطقة الشرقية ــ لأن الديرة ديرتهم ــ ولأن القادمين من ( الحجاز ) تسودهم ملامح بؤس لا يمكن إخفاءه ,, والقادمون في طور : بداية الكفاح من أجل حياة أفضل .
لكن بعد وصول د . سعيد إلى الدمام وإسناد تلك المهمة إليك ,, كنت بمثابة ( المثل الأعلى ) فرفعت أسهم المعنويات إلى درجة تفوق كل وصف , وفق قاعدة ( لكل مجتهد نصيب ) وقد كنت سندا لمن سار وفق تلك القاعدة العادلة من أبناء المنطقة ومن غيرها , فتعززت ثقة المخلصين والقياديين من مديري المدارس بأن هناك من يقف معهم ويقدر إخلاصهم ,, وبالتالي انجازاتهم في العمل الميداني التربوي ,, محصلته وفائدته بلا شك تعود للمجتمع عموما وليس للكتور سعيد ,, تلك لبنات خير تحسب لبانيها بإذن الله تعالى
أكتفي بهذا .. وتقبل من ابنك ( بن ناصر ) خالص التحية والتقدير