عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2008, 09:11 AM   رقم المشاركة : 20

 


الأخ العزيز الوفيّ والصّديق الصّادق الصّدوق لكلّ من عرفهم أو عرفوه
عبـــــد الله بـــن صــــالح الزّبــــير
سلمت يمينك يا أبــا فهد في ماكتبته في أخي وحبيبي وصديقي وقريبي وقرّة عيني
ســــــعيد بــن أحـــمد الضــّــويلع
ووالله إنّني لحاولت ثلاث مرّات قبل هذه المرّة فلم أستطع كنت أكتب سطراً أو أقلّ أو أكثر
فأصاب بحالة حزن وذهول تنتابني فلا أستطيع الإستمرار في الكتابة أو التّفكير
مكسور الخاطر مسلوب الإرادة تتعطّل كلّ جارحة عندي
تعود بي خيالاتي وذاكرتي إلى الوراء فأنا أكبره بست أوسبع سنوات تقريباً
ومذ عرفته كان أ نموذجاً فريداً بين أقرانه في دينه وخلقه وتعامله وصدقه
وصراحته قريبٌ من الله بعيدٌ عن بهارج الدّنيا وإغراءاتها
هاشّاً باشّاً إن أقبل عليك تجده مبتسماً
سريع الإنفعال والتّذمّر إن رأى منظراً أو سلوكاً مخلاً بالدّين
فيه غيرة المؤمن على محارم الله
مبادراّ إلى الصّلوات في المساجد حيثما كان وإذا دخل المسجد
لا يستعجل في الخروج منه يناجي ربّه دبر كلّ صلاه وكأنّه يصلّي صلاة مودّع
عامرٌ قلبه بالإيمان موقن بقضاء الله وقدره لا يندم على ما فات
ولا يهلك حرصاً على أمر من أمور الدّنيا ! أمّا الدّين
فعكس ذلك يحرص ألاّ يفوته شيء ويهلك من أجله !
ولا يقدّم عليه شيء والشّاهد في ذلك أنّه في يوم حادثه لم يخرج
من الطّائف إلاّ بعد أن يؤدي صلاة العصر في المسجد .
أخي أبو فهــد
أسرد عليك قصّة الأربع والعشرين ساعة قبل وفاته رحمه الله
( كنت في الباحة والتقيت أخي عبد الله الضّويلع في سوق بن غنيم
وتواعدنا أن نكون مع بعضنا في النّزول
إلى مكّة المكرّمة لحضور مناسبة زواج أبناء عبد الله النّبعه
وهو يسبقني بالسّفر إلى الطّائف وأنا ألحق به
اليوم الثّاني ومن ثمّ أركب معه في سيّارته وأخبرني أنّ معنا عمّي عبد الرّحيم
والأخ سعيد وعلى هذا رسمنا الخطّة في النّزول إلى مكّة
وصلت الطّائف ومررت بالغسّال من شارع 25 لآخذ ملابسي الّتي تركتها عنده
قبل أن أسافر إلى الباحة أخذت الملابس وذهبت إلى منزل سعيد
لأن موعدنا عنده وصلت لبيت سعيد
فوجدت عمّي عبد الرّحيم راكباً مع عبد الله الضّويلع في السّيّارة
وسعيد مازال في بيته وهما ينتظراني وينتظرانه
فطلبت من عبد الله الضّويلع أن يفتح لي باب الحوش
لأغيّر ملابسي بالدّاخل من باب السّتر عن أعين النّاس
فأخبرني أنه لايوجد مفتاحاً لديه ولكن عليّ ان أدق ّ الجرس
على سعيد ليفتح لي الباب
دققت الجرس ففتح لي سعيد وقلت أريد أن أبدّل ملابسي
فقال لي أدخل شقّة الوالده ( الّتي هي خالتي ) وخذ لك دشّ
فقلت لا أستطيع لأنّني بهذا سأتسبّب في تأخيركم
فقال ماعليك ننتظر وأصرّ على ذلك
فعلت مثل ماطلب منّي وعلى عجل أنتهيت واستقللنا السّيارة
وكان بجانبي في المقعدة الثّانية
وصلنا مكة واستقبلنا الأخ عبد الله النّبعه وجلس بجانبي
على الكنبةنشرب القهوة ونأكل الرطب من إناءٍ واحد
وكلّما طلبت ماءً شربه عليّ وإذا أحضر ماءً شربته عليه
من باب المحبّة والمداعبة
حتّى جاء وقت صلاة المغرب توضّأنا ووقفنا بجانب بعض
فأطلق تنهيدةً وزفرةً عميقتين فقلت لماذا هذا
فقال لي : والله إن ودّي أصلّي في الحرمً
فقلت له : ستنال أجر مئة ألف صلاة إن شاء الله وأنت هنا
لأنّنا داخل حدود الحرم ، ثمّ أتت صلاة العشاء وقال لي مثلما قاله في المغرب
فقلت مثلما قلت له وذلك من باب الإشفاق عليه .
قصر الكلام إنتهت المناسبة وعدنا إلى الطّائف ووصلنا
بعد منتصف اللّيل فأصرّ أن أنام عنده وفي الغد أسافر
فشكرته واعتذرت منه . ثم ودّعته و سألته متى تخرج ؟
قال : في الغد إ ن شاء الله ثم سافرت الباحة
وفي صلاة المغرب سألت عنه أخاه الأخ سعد هل وصل سعيد ؟
قال هو في الطّريق . وكنت معزوم في نفس اللّيلة
عند الأخ عبد المحسن بن ناصر وبعد العشاء أتاني الخبر
بموت سعيـــــد رحمه الله رحمةً واسعةً )
أخي عبد الله / أشكرك على كلّ كلمة قلتها في سعيد ووفائك
في زمن عزّ فيه الوفاء
دمت بخير وتقبّل تحيّة محبّك .

 

 

   

رد مع اقتباس