عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2008, 03:31 PM   رقم المشاركة : 42

 


لم يكن ينقص في تلك الليلة الشتائية العاصفة والمخيفة إلا أن تنقطع الكهرباء ،

ويتحول البيت وكأنه سفينة تلاطمها العواصف . حتى ذلك الحين لم أكن أعرف
أن للظلام أيضا إحساس جميل يضفيه على أرواحنا المتجمدة ،
فقد أسرعت العائلة نحو الصالة ، وبدأت أمي تواسي خوف الصغار ؛

وجدت بعد قليل من البحث شمعة مهملة من آخر المناسبات .
جلسنا حول المدفأة ، أحضر أبي شيئاً مهملاً من الماضي البعيد ،
الفانوس الذي رافق الأسر في لياليهم الماضية ،
صارت الوجوه أوضح، وبدأت الأحاديث تنسج وتحلو لعلها تُطمئن قلوب الصغار
وفي بعض الأحيان يتخللها شيء من الضحك الفاتر يقطعه قصف رعد أو لمعة برق
أو زوبعة مطر .
كان الحديث أجمل على نغمات الرياح ، ورقصات الأشجار ،
ها هو أبي يتخلى عن سماع أخبار العالم ويجلس
ليستمع لحكايات أختي الصغيرة مع معلمات المدرسة ،
لعله يدفئ قلبها بقليل من الطمأنينة ،
أو ينسيها هذا الجو غير مألوف .
ها هو الظلام يحررنا من قيود المدنية والحداثة ،
ويفك أيدينا من سلاسل الكمبيوتر وقيود (الريموت كنترول) ،
ويزيل الأسلاك الشائكة بيني وبين غرف أخواني .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس