الأستاذ والأخ والقريب والمثل الأعلى / أبو ناهل ..
صفحة عطرة بوفاء حضورك ، ومفعمة بروح المحبّة النقيّة ، وقائمة على ركائز الأخوة الخالصة الصادقة ،
كتبتُ عليها كثيراً ، ومحوتُ عليها أكثر ..
فالأحرف عاجزة والله عن الشكر والامتنان ، وتتضاءل قامتها أمام ما وهبتَ به والدي من وفاءٍ غير مستغرب ،
وما أكرمتني به من ثناءٍ وإطراءٍ تشجيعي تحفيزي ..
أتقلّده وسام فخرٍ وتشريفٍ واعتزازٍ ما حييت ..
وأضعه تاجاً على رأسي ..
يعتصر الذهن العبارات هنا ويجدها عاجزة ومصابة بالوهن ،
وتبقى كلماتي قاصرة وغير قادرة
على الشكر والوصف والوفاء ، لأمثالك مهما تطاولت وحاولت الارتقاء ..
وغير معبّرة عمّا في داخلي تجاهك وأخويك الكريمين والوالد المربّي الفاضل :
علي عبدالله أبو عالي ، الذي يغمر الجميع دائماً باهتمامه وعنايته ، وهو الكريم الأخلاق العطوف الحنون ..
ولن أطيلَ الحديث عنه ، لأنّ الشهادة في أمثاله مجروحة ..
لا أجد إلا أن أدعو له هنا وفي ظهر الغيب :
حفظه الله وبارك في عمره ، وأدام عليه الصحة والسعادة ، وأثابه في الدنيا والآخرة ..
لم أستغرب كلماتك يا أبا ناهل عن والدي - رحمه الله - فقد كانت المحبّة والمودّة بينكما متبادلة ،
وكان يتحدّث عن سمو أخلاقك وإخوتك كثيراً ..
وآخر حلم رأيته فيه وهو في غاية البشاشة - رحمه الله - ويرتدي أنصع الثياب ،
وكنتَ أنتَ أحد أطراف الحلم الذي لم يكتمل ويتضح لي كثيراً ..
وكيف أستغربها ممّن كرّم بعذب كلماته وفيض مشاعره الكثير ..
فأنت النقيّ السريرة ، الأصيل المعدن ، الطيب الأصل ، النبيل الخلق ، الصائب المبدأ ..
بهذا عرفناك جميعاً وعليه نشهد ..
ولكن ما أبهرني حقيقةً بعد قراءتك على الساحات ،
الموهبة الشعريّة الفذّة والعالية والمشرّفة والتي لا أستبعد أنك تحتضن غيرها ، وتبقيها في نفسك تواضعاً ..
متألق يا أبا ناهل وبدع رائع كالعادة ، ورد يفوق الوصف ..
بودّي أن أتحدّث عن أخي الكبير والقدير إبراهيم ( أبو عبدالله ) ومواقفه الأبويّة الحانية ،
قبل وبعد وفاة والدي ، والتي لا أعرف كيف السبيل إلى ردّها ، فهو نعم الأخ ونعم الأب ،
وبودّي أن أتحدّث عن فضل أعمامي وآبائي الكرام الأفاضل أيضاً ، الذين تقلّدوا معي دور العم والأب والأخ والصديق ،
ولكن الحديث في هذا المجال ممتدّ ، وسأتوقّف ابتعاداً عن الإطالة على القارئ الكريم ..
وفقهم الله جميعاً وألبسهم ثوب العفو والعافية ، وسدّد خطاهم ..
أتمنّى لك التوفيق يا عزيزي ،
وحفظك الله وأبناءك ومقرّبيك ،
ودمتم بخير وسعادة ..