3- أداء الحقوق من الزوجين والالتزام بآداب العشرة الشرعية:
وقد عظمت الشريعة حق الزوجة على زوجها، وحقه عليها:
ونقتصر أيضا هنا على توجيهين نبويين كريمين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائكم».
(رواه الترمذي وصححه).
وعن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدي حق زوجها عليها كله.
(رواه أحمد).
إن الأثر التربوي لهذين التوجيهين–وغيرهما كثير- أن يتسابق كل من الزوجين إلى قلب الآخر،
وقد اتخذ كل منهما إليه السبيل الذي دلّ عليه وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تألو الزوجة جهداً في أن تتحبّب إلى زوجها بكل ما تملك
من أفانين الخدمة والرعاية ووسائل الإبهاج والإسعاد..
ولا يألو الزوج جهداً في أن يتحبّب هو الآخر إلى زوجته
بكل ما يملك من سبل الإيناس والإسعاد ومدّ يد العون في مختلف مهام المنزل وشؤونه،
ومعاملتها بأقصى ما يستطيع من لطف.
وإنما يندفع كل منهما إلى هذا السبيل تنفيذا لتعاليم رسول اللهصلى الله عليه وسلم
إن هذين الزوجين قد يبدأ الحب في حياتهما صغيرا،
ولكنه ما يلبث أن يَكْبُر ثم يكبُر، ولسوف يستمرّ في النموّ والازدهار،
تماماً كالشجرة التي تلقى الرعاية والسقيا على الدوام..
وشهر العسل في حياة مثل هذين الزوجين هو العمر كله.
على العكس من الحياة الزوجية التي تبدأ شاردةً
عن وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه لكل من الزوجين،
بعيدة عن الالتزام بتعاليم الإسلام ونهجه،
فإن الحب قد يبدأ بين الزوجين كبيراً، وذلك في غمار تلاقيهما وتعايشهما المبدئي من وراء سور الزواج،
ولكنه ما يلبث أن يصغر ثم يصغر،
حتى تخمد حرارته وتعود علاقة ما بينهما إلى حياة تقليدية رتيبة،
هذا إن خلت من الخصام والمنغصات.
...........