-  1  -    
   هذا جزء من نص    
    محبرة تنتحب  
    للشاعر
عبد الوهاب العريض
 __________________________________________________  ____
عِنْدَمَا يَغْتَسِلُ الصُّبْحُ مِنْ شَفَةِ القَهْوَةِ، أُمْسِكُ الحَرْفَ النَّازِفَ خَلْفَ المِحْبَرَةِ،
أَنْظُرُ بَعِيدَاً لَعَلِّي أَتَعَثَّرُ بِرَائِحَةِ الفِنْجَانِ الَّتي خَلَّفَهَا المَسَاء.
* *
كَانَ اللَّيلُ طَوِيلاً، وَ النَّهَارُ يَنْسَحِبُ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ كَقَطْرَةِ مَاءٍ خَلَّفَهَا نَهْرٌ عَابِر.. هَمَسَ الوَقْتُ فِي جَيْبِهِ فَأَخْرَجَ مَا تَبقَّى مِنْ المَحْبَرةِ.
* *
صُرَاخُ طِفْلٍ نَائِمٍ يُوقِظُ جَسَدِي فِي الصُّبْحِ، وَ العُيُونُ الَّتي تَجُوبُ المَكَانَ بَحْثَاً عَنِّي أَصْبَحَتْ تُؤلِمُنِي 
كَمْ يَتَعَلّْقُ عُمْرِي بِهَذِهِ النَّظْرَةِ التَِّي مَا عُدْتُ أَرَاهَا مِن سِوَاه.
**
في عُيُونِهِ لَمْحَةٌ مِنْ بُكَاءْ.. وَفِي وَجْهِهِ بَقَايَاً مِني حَمَلَنِي بَيْنَ كَفْيّهِ، عَلَّقَ اللَّوْحَةَ فِي الجِدَارِ وَنَسِيَ أَنْ يَضْرِبَ المِسْمَاَرَ فِي جَسَدِي.
ضَحَكَاتُ عَيْنَيْهِ تَكْشِفُ عَنْ سَذَاجَتِي أَحْيَانَاً، وَ لمَعَانٌ يُشْعِرُنِي بِأَنَّهُ لاَزَالَ يَنْتَظِرُ عَوْدَتِي.
 __________________________________________________  _______