 
حين يكون الحزنُ كثيفاً
أفتح باباً في عتمة عينيكْ
فأرى مدناً
و سقوفا ودعها الأزرق
شجراً مسلوب الخضرة
وطناً يزحفُ في ثوب القهر
و أنا طائرٌ 
لا يعرف إلا الهجرة !!
مفعمٌ مسائي بكَْ
مثقلٌ بالغياب
تراودني أطيافٌ لذكرى لقاء 
و يساورني الليل بقطف قناديل حزنك اللاهثة
ألونها من زهر حنيني 
و أودعها آخر قطرة من روحي
فتورق في الصباح فراشات
وطرقاً وردية
ربما يغادرني وجهكْ
أبحثُ عن عينيك 
أقرأ فيها خارطةَ العمرِ المهملْ
و تضاريس الوطن الصلب
نضيعُُ في رمل المسافة
تتوه أسماؤنا
وفي آخر الليل المنهك
يحملنا قطار المتعبين
و نمضي غريبين !!
دخانٌ و برد يملآن مساحاتي
و يطول الليل
أجمع الرماد لجرحي بيميني
و بشمالي آخر أقداح الحب المشرعة
يحاصرني وجهكَ 
تجلدني أغصان حزنك
وحين تدثرت ذاكرتي
أنقذني البكاء
 
يرش الظلَّ في دربي
كلما أطلَّ بذاكرتي طيفـُه
و يعشش في نبضي 
يرفرف فوق جبيني
أحملُه عطراً من شجرِ الفردوس
يَسْقط ُ في عمري شروقاً
عند تباريح الغروبْ
ناديتك في ليل سهدي 
كنْ متكأً لروحي المتعبة
أهدرتْ الريحُ صوتي
و على حافة من ألم....
