ومن الآثار وأقوال أهل العلم
تلا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هذه الآية:
(ما غرك بربك الكريم)
[الانفطار:6]
قال: الحمق يا رب.
وقال علي رضي الله عنه:
"ليس من أحد إلا وفيه حمقةٌ فبها يعيش".
وعن مجاهد قال:
"كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فجاء رجل فقال: إنه طلَّق امرأته ثلاثًا.
قال: فسكت حتى ظننت أنه رادُّها إليه، ثم قال: ينطلق أحدكم فيركب الحَموقة
ثم يقول: يا ابن عباس، يا ابن عباس، وإن الله قال:
(ومن يتق الله يجعل له مخرجًا)
[الطلاق:2].
وإنك لم تتق الله فلم أجد لك مخرجًا، عصيت ربك وبانت منك امرأتك..."
[رواه أبو داود وصححه الألباني].
وعن أنس بن سيرين قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما قال:
"طلَّق ابن عمر امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"ليراجعها". قلتُ: تُحتسب؟ قال: "فَمَه؟".
وعن ابن عمر قال: "مُرْهُ فليُراجعها".
قلتُ: تُحتسب؟ قال: "أرأيته إن عجز واستحمق"
[رواه البخاري ومسلم].
وعن محمد بن المنكدر قال:
"صلى جابر في إزار قد عقده من قِبَل قفاه وثيابه موضوعة على المشجب،
قال له قائل: تُصلي في إزار واحد؟ فقال:
إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك، وأيَّنا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟"
[رواه البخاري].
وقال جعفر الصادق:
"الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل، كُلما ازداد ريًّا زاد مرارة".
قال ابن أبي زياد: قال لي أبي:
"يا بُني الزم أهل العقل وجالسهم، واجتنب الحمقى؛
فإني ما جالست أحمق فقُمت إلا وجدتُ النقص في عقلي".
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:
"لو حلفتُ لرَجوْت أن أبر أنه ليس أحد ٌمن الناس إلا وهو أحمق فيما بينه وبين الله عز وجل،
غير أن بعض الحمق أهون من بعض".
وقيل لإبراهيم النَّظَّام:
"ما حدُّ الحمق؟ فقال: سألتني عمَّا ليس له حدٍّ".
عن عبد الله بن إبراهيم الموصلي قال:
"نابت الحجاج في صديق له مصيبة ورسولٌ لعبد الملك شاميٌّ عنده،
فقال الحجاج: ليت إنسانًا يُعزيني بأبيات، فقال الشامي: أقول؟ قال: قُل. فقال:
"وكل خليل سوف يُفارق خليلاً يموت أو يُصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه
أو يقع في بئر أو يكون شيئًا لا نعرفه".
فقال الحجاج:
قد سليتني عن مصيبتي بأعظم منها في أمير المؤمنين
إذ وجّه مثلك لي رسولاً".
نظر بعض الحكماء إلى أحمق جالس على حجر،
فقال: "حجر على حجر".
قال بعضهم: "العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق".
يُقال:
فلان ذو حُمق وافر وعقل نافر ليس معه من العقل إلا ما يوجب حجة الله عليه. .
مرَّ بعض الأمراء على بيَّاع ثلج فقال: أرني ما عندك،
فكسر له قطعة وناوله إياها، فقال: أُريد أبرد من هذا،
فكسر له من الجانب الآخر، فقال: كيف سعر هذا؟ فقال:
رطل بدرهم ومن الأول رطل ونصف بدرهم، فقال: زن من الثاني".
وقال آخر:
"مؤنة العاقل على نفسه، ومؤنة الأحمق على الناس، ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة".