.
*****
من روائع الشاعر عنترة بن شداد العبسي
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ = ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ  
ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ = إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا  
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ = واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا  
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا = منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ  
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ = يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ  
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي = قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ  
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً يَلقى = أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ  
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها = عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ 
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً = وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ  
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ = وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ  
والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا = والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ  
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركةٍ  = تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ  
لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل= ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِ السَّلَبُ  
لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة ً = إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا  
أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم = إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّة ُ القُضْبُ  
تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌ = مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ  
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً = بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ  
فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا = والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا  
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي = والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ  
القصيدة الثانية
ومنْ يكُ سائلاً عني فإني = وجروة َ لا ترودُ ولا تعارُ 
مُقرَّبة الشّتاءِ ولا تراها = وراءِ الحيَّ يتبعها المهارُ 
لها بالصَّيف أصبرَة ٌ وجُلٌّ = وستٌ منْ كرائمها غزارُ 
ألاَ أبلغْ بني العشراءِ عني = علانية ً فقد ذهب السرارُ 
قتلْتُ سرَاتَكمْ وخَسلتُ مِنْكمْ = خسيلاً مثلَ ما خُسل الوبار 
فَلم يكُ حقُّكمْ أنْ تشْتُمونا = بني العشراءِ إذْ جدَّ الفخارُ 
للجميع تحياتي 
*****