الموضوع: نصوص إبداعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2009, 04:16 PM   رقم المشاركة : 57

 

البتلار

للشاعر والإعلامي الرائع أحمد التيهاني

.
كانَ يامَا كانَ في عصْرِ العَمَسْ
جَبَلِيٌّ تَتَقَرَّاهُ تَقَارِيْرُ العَسَسْ
أَبْهَوِيٌّ يَمْضغُ الليْلَ..
يُسَلِّيْ برْزَخَ العُمْرِ..
يُغَنِّيْ:
" وابرِ عشْقَهْ قالَ وِدَّهْ وِدَّهْ
يشتريْ ثوبٍ مَقاسهْ قَدّهْ
منِ امغالِياتي
..........
..........
....."
وَيُغَنِّيْ عَلَّ شَيْخَ النُّورِ يَسْتاقُ الحَرَسْ
صَارَ نايَاً كُلَّما انْتَابَتْهُ أفْواهُ الخياناتِ بكى
يَعْرِفُ اللهَ..
إِليْهِ المُشْتَكَىْ

* * *
ذاتَ لَيْلٍ عبْقَرِيٍّ
نَمّقَتْ "ليْلاَهُ" حُلْمَاً عنْ سَكَنْ
عنْ فِنَاءِ الدَّارِ..
عنْ ظِلِّ الحديْقَهْ
خاتَلَتْ بالوَهْمِ أسوارَ الحقيقهْ
صاحَ فيها الويْلُ مِنْ وادي الثُّبورْ:
"لنْ تَنَالُوا البيْتَ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمّا يُحِبُّ الفارغُ المرْكوزُ فيكمْ كالوَثَنْ"

* * *
كَفِّنيْ أَحْلاَمَكِ الخضراءَ..
تُوبِيْ..
عنْ رِياءِ الزَّيْتِ..
واسْتَافيْ الحقيقَهْ
إنّهُ "البِتلارُ" لا زهْرٌ ولا عِشْتارُ..
لا أبْهَاكِ..
لا فيروزُ..
لا شِعْرٌ وفَنْ
ذلِكَ المَشَّاءُ في أهليكِ كالفيروسِ..
هَمّازٌ..
بهِ يَسْقُونَ جدْبَ القَيْظِ..
يَنْقَلِبُ المِجَنْ
مُذْ متى والزَّيْتُ يُعْطِيْنا رحيْقَهْ؟!

* * *
ذاكَ وجْهِيْ,
بلْ أَنا المَسْكُوبُ عنْدَ البابِ يذْرونيْ الزَّمَنْ
تِلْكَ رِيْحِيْ,
صَرْصَرٌ تَشْتَدُّ إنْ أَغْمَضْتُ قلْبَاً..
حَرَّرَتْهُ القِمّةُ الخَضْرَاءُ..
واختارتْ طَرِيْقَهْ
قِمّةُ الرّفضِ التي تَزْوَرُّ عنْ كهْفِ البَغايا
حينَ يَقْبِضْنَ الثَّمَنْ
ثَمَنٌ بخْسٌ..
وريْقاتٌ وكرسِيٌّ كأرْجُوحَةِ طِفْلٍ نامَ عنْها قبْلَ أنْ
.................
..........................
أنتِ..
يا أُنْثَى رقيقَهْ
ماءُ وجهيْ !
لنْ أُرِيْقَهْ
فَتِّشِيْ فيْنا – صَبَاحَاً – عنْ وَطَنْ

 

 

   

رد مع اقتباس