لماذا يرفض أبناؤنا الانصياع لأوامرنا؟!
هذه شكوى كثير من الأمهات، بل وشكواهن مستمرة بقولهن: لماذا لا يطيعني أولادي وبمجرد كلمة واحدة من أبيهم يسمعون ويأتمرون بأمره؟ تتعجب الأم من ذلك لماذا يخاف العيال من أبيهم ولا يخافون مني؟ لماذا يطيعونه ولا يطيعونني؟ لماذا يجادلونني ولا يجادلون أباهم؟ لماذا ولماذا؟ أسئلة تنم عن مشاعر الإحباط القوية التي تعبر عنها الأم بألم وحسرة..، المشكلة في القضية أنها هي التي تربيهم وباللهجة الدارجة (مقابلتهم) وتحتاج منهم التعاون معها ولكنهم عصيّون متجرئون عليها؛ لذا تجد الأم تكرر دائما مقولتها: (تعبت.. عجزت.. مليت.. ما في فايدة)
نحن نريد أن نؤكد على مبدأ من الضروري أن نتشربه ونتلقمه التقاما وهو أن نلغي من قاموس تربيتنا لعيالنا تلك الإيحاءات التعجيزية لجهودنا وإلا فلن نستمر ولن يكون نفسنا طويلا معهم وبالتالي سنبحث عن شماعات نعلق عليها الأعذار عندما نعجز عن إنجاح مسالكنا التربوية معهم هذا أولا، أما ثانيا فأنا على يقين أن عدم استجابة العيال لتوجيهاتنا ناتج عن الطرق الخاطئة المتبعة معهم..، عزيزي القارئ اعلم أنك إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع، ولا تقدم الأمر فجأة دونما تمهيد ولا تهيئة مسبقة، فمثلا وقت العشاء سيحين في الثامنة مساء، فينبغي قبلها بنصف ساعة على الأقل أن تخبر ابنك كي يستعد نفسيا بأنه سيقطع اللعب ويتوجه مع الأسرة للمائدة، بهذه الطريقة نضمن بإذن الله تفاعل الابن معنا وتجاوبه مع أوامرنا..، وإذا أردت أن تأسره وتجعله ينقاد لك فخيره بين بدائل عدة واحصر له تلك البدائل بأربعة أمور واجعل له فسحة الاختيار..، بلا شك سيقبل عليك ابنك بلطف ورضى..، زد على ذلك لو كنت أبا مدّاحا ولسانك يقطر بعبارات المديح والتشييم للعيال ثم تعقبها بتوجيهات تخييرية مستطاعة وتدريجية، كما أسلفنا القول فإن الابن بلا شك وأقول بلا شك وأنا متأكدة بإذن الله تعالى لن يعصيك، بل سيكون متعاوناآمعك إلى أقصى الحدود..