فضل الخشوع في الصلاة 
لو لم يكن للخشوع في الصلاة 
إلا فضل الانكسار بين يدي الله،
وإظهار الذل والمسكنة له ,
لكفى بذلك فضلاً ،
وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة 
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
 وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو سرها ولبها.
ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .
وذلك فقد امتداح الله جل وعلا الخاشعين في آيات كثيرة
قال تعالى : 
{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } 
وقال سبحانه :
{   إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }
وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين 
فقال:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }
وقال
{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} 
ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين ،
دل على فضله ومكانته عبدالله ،
ودل على حب الله الأهل الخشوع والخضوع ،
لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من يتعبده به . 
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- 
ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه"
ووجه الدلالة من الحديث:
أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها,
فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.