الوقفة الثانية
هذه العشر فرصة عظيمة في هذه الحياة ,
ومكسب وفير في هذه الدنيا , والمؤمن مطالب بأن يكون نهّازاً للفرص ,
حريصاً على اغتنامها وكسبها ,
جاداً في طلب ما تحمله من خير ونعمة ,
وهذه العشر قد تجلّى خيرها وفضلها في قول الحبيب عليه الصلاة والسلام :
" ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام "
يعني العشر, قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ,
قال :" ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه
وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "
رواه البخاري .
وتعود هذه الأفضلية الرفيعة لما فيها من عبادات متنوعة
وقرابين للرب مختلفة قال أبن حجر في الفتح :
" والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة
لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها
وهي الصلاة والصدقة والصيام والحج
ولا يتأتى ذلك في غيره " أ . هـ كلام أبن حجر .
ويتجلّى فضل هذه الأيام أيضاً كونها أفضل أيام الدنيا
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ,
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .
فهي دعوة لك أخي المؤمن بأن تستعد في الاستقبال
وأن يرى الله منك تجاهها خير الحال ,
وأعلم بأنها أيام تذهب من عمرك سريعاً ,
وتأخذ منك كثيراً فالله الله في البدار, وخذ الكتاب بقوة ,
فإنك وإن عشتها هذا العام ,
قد لا تكون ممن يعيشها في العام القادم .