طول الأمل
إن من أعظم الأمور المهلكة للمرء طول الأمل , واستبعاد الموت ,
مما يجعل الإنسان يسوّف في العمل الصالح , ولا يسارع إليه ,
ويظن أنه بإمكانه التعويض فيهلك أيما هلاك , ويفرط في مواسم الخير ,
ولو نظر نظرة إنصاف وعدل لوجد أن الأمر أسرع من كل شئ ,
قال عون بن عبدا لله رحمه الله:
( كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ! ومنتظر غداً لا يبلغه،
لو تنظرون إلى الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره)
وإذا تأملت في سيرة السلف العطرة وجدت عندهم من قصر الأمل
ما يجعلهم يبادرون الأوقات كلها في الطاعة ,
فضلاً عن مواسم الخير قال معروف لرجل صلّ بنا الظّهر ,
فقال :إن صليت بكم الظهر لم أصلّ بكم العصر ,
فقال :و كأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر, نعوذ بالله من طول الأمل .
هذا سعيد بن جبير كان إذا دخلت عليه العشر
لا يكاد يُقدر عليه من شدة اجتهاده واغتنامه لها .
تذكر ياصاحب الأمل الطويل أن أمر حياتك وموتك ليس بيدك وإنما هو بيد الله تعالى ,
وكم تعرف ممن كان يعيش في صحة وعافية خطفه الموت على حين غٍره ,
فاحمد الله أن بلغت هذا الموسم , وجد واجتهد في العمل الصالح
ومن الأسباب أيضاً