عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2009, 11:30 PM   رقم المشاركة : 36

 

تفضل الأستاذ صالح بن يحيى بن صوهد بتزويدي بقصيدة الشاعر محمود غنيم والتي وعدتكم بعرضها عليكم ارجو قراءتها لتتعرفوا على الذائقة الشعرية لدى الأخ يحيى بن صوهد ومدى عشقه للأدب .. وهذه القصيدة كبرها ابنه صالح ووضعها في برواز وعلقها في منزل والده ... اليكم القصيدة والتي عنوانها :


مشاعر الآباء

هم جميعا في الحب عندي سواء لا امتياز كلا ولا استثناء
لــيس عـــندي وسيمـــهم بأثــير لا ولا ميز الذكي الذكاء
وعــيون الآبــاء حولاء فيــــها يستوي الخاملون والنبهاء
غــير أن الصــغير منــهم أثير وأثير من بــات يعروه داء
وأثير من بات عني بعيدا وكثير من أولادي الغرباء
أنا فيهم أرى استقامة ظهري من جديد إن آد ظهري انحناء
لسـت ادري بنيتهـــم أم بــنوني أم من الجــانبين كان البــنــاء
لسـت أدري أمن حشاشـة قلبـي قطــع هــؤلاء أم أبنــــــاء
أبدا مــــا أحس جســـمي إلا أنهم في كــيانه أعضاء
من شغاف القلوب من حدق الأعين صيغ الحرفان همز وباء


ماعرفــت الحنان والحب إلا يوم جـاءوا أنـعم بهم يوم جــاءوا
لست أبغي منهم على العطف أجرا لهم الحسنى أحسنوا أم أساءوا
وذنوب الأبناء للصفح والغفران مهما جنوا فهم أبرياء
وعيوب الأبناء غير عيوب مقلة الحب مقلة عمياء
القميء الكظيم عند أبيه فارع الطول عينه حوراء
رب شوهاء لا ترى الأم فيها غير حسناء لم تلدها النساء
إن عطفي لهم دثار إذا ما كلب البرد واستبد الشتاء
وإذا شح الزاد والماء يوما فلهم من هواي زاد وماء
ورضائي عنهم بغير حدود ولقد ينفع البنين الرضاء
إن تنلهم سراء هزت كياني من بعيد بفيضها السراء
أو يصابوا ولا أصيبوا فاني من قريب لمن أصيب الفداء
أنا اخشي عليهم الشوك في الوردة والذر إذ يهب الهواء
غير أني أروضهم أن يعانوا عنت العيش فالحياة عناء
لا لعمري ما كل عيش نعيم هو ضنك حينا وحينا رخاء
كم تمنيت أن تكون الليالي لصغاري كما تكون الإماء
ويكون النجاح حلفاء لهم في كل خطو وهم له حلفاء
ليتني أسقيه تجارب عمري في إناء وأين هذا الإناء
أو أذيب العلوم في كاس ماء وأقول اشربوا هناء شفاء
ليتنا كلما نسمي وليدا وهو في المهد تصدق الأسماء
ليتنا نورث البنين من الفطنة والنبل والنهى ما نشاء
انأ أرجو ألا يخيب لهم مسعى وألا يطيش فيهم رجاء
كم سألت السماء عطفا عليهم ليت شعري هل تستجيب السماء
ودعاء الآباء أثمن كنز حينما يخطئ البنين الثراء
ليس كل التراث بيتا وحقلا خير ما ورث البنون الدعاء
أنا من أجلهم أريد حياة تغمر الكون ليس فيها شقاء
لم يشنها على المتاع صراع أو تشوه جمالها الشحناء
ليس فيها داء يخامر جسما ساغ أو مر في الحلوق الدواء
لم يكدر صفاءها ثكل أم ليس فيها على عزيز بكاء
تضحيات الآباء شتى ولكن بسمه من طفل عليها جزاء
لثغات الصغير إن حاول النطق نشيد موقـّع وأداء
وصياح الأطفال والأب غاف نغمات شجية وغناء
يكسب المرء في الحياة سورا بل غرورا أبناؤه النجباء
واهم من يقول لي بعد أمي وأبي مخلصون أو أصفياء
أصدق الأصدقاء في هذه الدنيا هم الأمهات والآباء
وسواء في ذلك الحب حي ناطق أو بهيمة عجماء
هرة البيت إن يطف ببنيها طائف السوء حية رقطاء
ذاك سر البقاء لولا حنان الأب والأم ما تسنى البقاء
ولأمر ما يخلف ابن أباه كي تدوم الحياة والأحياء

محمود غنيم ـ القاهرة

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس