الموضوع: نصوص إبداعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2010, 01:54 AM   رقم المشاركة : 70

 

بروق العامرية

" وتحبني وأحبها "

وبكل منعرج ٍ ركزنا "خِدْرَنا " علماً، وتوجنا
الوعول مليكةً أولى على عرش البراري.
لا نبعَ في الصحراء إلا وجهها يروي عشيّاتي
و يجلو راكدات البيدِ عن قلبي، ولا ظلَ سوى أغصانها تنحلُّ
ما بين المدار ِ إلى المدار ِ،

" وتحب ناقتها بعيري "

يا تهامة أطلقي الأعراف من كبد الرمال ِ، وسيّجي بالزار رقصتها
"أُحِلّ لها المنام ُ على سريري " ،
فإذا اطلّت في الغداة على مضاربنا ، تسلّقت الكثيب إلى سواعدها،
و أحللت المحارم بيننا ، وأخذت ثاري .

يا سارياً في جنّةٍ عرضــــها
عيني وبعض المــاء في راحتي
هب ْ لي رمــاداً خاشـــعاَ ،فـأنا
أحيية من جمري ومن رعشتي
إني وجدتُ الدهر في حجرها
غافٍ فأمّنني على وحشــتي
وحرّر الأمشاج من غيّــــــــها
حتى تساوى الخلقُ في حضرتي


كأسي القرطبية ،هذا مزارك مشتملٌ بالبخور وفيض الزبَد
والتي لا شريك لها في الهوى
والتي مثلها لا أحد ْ
تستبيني فأسبح في فلكها
وهي في جنتي ترتعد ْ
حملتني ، فأولدتها
ألف بنتٍ لنا ، و وَلَد ْ.

يتها "العامرية " يا أخت يحي، لك الشدو من عتبات الحناجر
حين يصير الحنينُ يماماً على الكفّ، والراقصون مدائن َ
لا تقفل الليلَ أبوابها ، والصباح ْ.
يتها الجاهلية ، في عرشها ينبت الطيرُ ،
والفلوات يزغردن بالنوق ِ ،
والناسُ
كلٌّ على فلكٍ يسبحون.

مطرٌ ليلنا وغمامٌ حنون ْ
وأنا بين ليلين
من رقّةٍ وجنون ْ
و القوافي تشبُّ الهوى
في محار العيون ْ
ليت لي من أنا فارساً أرِِقـاً، فأكون ْ.



ضالعٌ في الخرافة ،
خضراء
حمراء
زرقاء،

مختلطٌ بعض ألوانها.

آن للماء أن يتفقّد أغصانها،
مثلما كان جدي ينظّف رحليه من تعبٍ، ويؤم القطا،
ويوائم ما بين ماءٍٍ ونارٍ، ومجدٍ، وعارٍ،
ومشتبه للهزيمة والانتصار ِ،
ويقسم أني نذرت الهوى للعيون التي لا تخونْ،
وأنا سوف أقسم أني نذرتُ الهوى للعيون التي ستكون ْ.

آبقٌ في الغواية ،هذا الفتى الغامدي الخجول ْ
تتبدّى له نجمةٌ في الحديقة بيضاء َ من ذهبٍ وحقول ْ
وتوسوس فوق ذراعيه مغسولةٌ برداء الرسول ْ ( *)
لا تقولي عشقتُك َ، ما زلتُ غضّاً يخبُّ نهار الطفولةِ،
لكنها ستقول
ويكون الذي كان حين امتطينا صباح الخيول!


يتها " العامرية "،
يا أخت حواء،
رايتنا في الهجوع، ورايتنا في بكاء الزمان ْ
يا نهاراً تنامُ الظهيرة تحت قناديلهِ
ويصلّي المكان ْ
يا مهفهفة النار والنور، والعينِ والحورِ ، والطيلسان ْ
بيننا طفلةٌ ويدان ْ
وأغان ٍ مسوّمةٍ برقيق الحسان ْ.

يتها الشجرية ُ: نسعى لكي لا يضجّ القريبون منا
وكي لا يفرّ البعيدون عنا
و كي نتساوى على الخارطة.

يتها " العامرية " ، إنا وجدنا الميادين تفضي إلى بعضها،
والشرايين تبحثُ عن نبضها،
فمزجنا لها فرساً من دمٍ،
وقباباً على الماء
تنحلُُّ فيها الأباريق ُ
من نشوة ٍ خالصة ْ.

يتها البابلية ، حورٌ من البحر يرقصن حولكِ حتى اتساع الظمأ ْ،
وحتى انبلاج المشيئة من عتمات الغسَق ْ
وحتى تهلّين من بارد المزن، ما عتّقته دنان الورق ْ
للمحلين ، والمحرمين
ومن لاذ بالنار خوف الغرَق ْ.

ما يقول الفتى في يديهِ، وقد غصّتا بالمدينةِ ،
علّقتاه على سدّة الشمس حتى ابترد ْ
صاح أين المدَد ْ
صاح أين المدَد ْ ؟
فأتته رياحك ِ عفراء من صيّبٍ (أخضرٍ ) وأبَد ْ
: لك ما تشتهي أيهذا الولد ْ
أنت حـِلٌّ بهذا البلَد ْ

أنت حـِلٌّ بهذا البلَد ْ !

للشاعر الرائع/ علي الدميني






 

 

   

رد مع اقتباس