ثانياً / التحفيز بلفت الانتباه
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه :
( أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ،
ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت قال فهلا آذنتموني ،
فأتى قبرها فصلى عليها ) ،
هذه المرأة السوداء رضي الله عنها كانت تكنس المسجد وتزيل ما فيه من القذرات ،
وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا كأنه ينقل لنا مجموعة من الرسائل التحفيزية :
أولها : تحفيز هذه المرأة رضي الله عنها بإتيان قبرها والصلاة عليها
من أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم وهذه منقبة ظاهرة لهذه المرأة رضي الله عنها .
الثاني : أن صلى الله عليه وسلم بفقدها لها يوضح للأمة
ما ينبغي أن يكون عليه القائد بالاهتمام بكافة شرائح المجتمع .
ثم رسالة ثالثة ومهمة وهي أن البعض قد يستصغر ما كانت تقوم هذه المرأة
من كنس المسجد ،
ولهذا جاء في بعض الروايات الصحيحة (فكأنهم صَغَّرُوا أمرها )
فبين النبي صلى الله عليه وسلم بفعله واهتمامه هذا أن تقدير العاملين
ينبغي أن يكون للجميع مهما كان صفة عمله ،
ولننظر إلى أولئك نظرة احترام وتقدير لما يقدمون .