قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة، فدفعوا له ثوباً ليقطع منه قميصاً، فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه، قال له الأعرابي : لم خرقت ثوبي ؟ قال الخياط : لا يجوز خياطته إلا بتخريقه ، وكان مع الأعرابي هراوة ( عصى غليظه ) فشج بها الخياط ـ أي ضربه على رأسه ـ ، فرمى بالثوب وهرب، فتبعه الأعرابي وأنشد يقول :
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله = فيما مضى من سالف الأحقاب
من فعل علج جئته ليخيط لي = ثوباً فخرقه كفعل مصاب
فعلوته بهراوةٍ كانت معي = فسعى وأدبر هارباً للباب
أيشق ثوبي ثم يقعد آمناً = كلا ومنزل سورة الأحزاب