17. سئل فضيلة الشيخ :
كيف نجمع بين قول الصحابة (الله ورسوله أعلم) بالعطف بالواو
وإقرارهم على ذلك وإنكاره صلى الله عليه وسلم ، على من قال (ما شاء وشئت) ؟ .
فأجاب بقوله :
قوله (الله ورسوله أعلم ) جائز . وذلك لأن علم الرسول من علم الله ،
فالله – تعالى – هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو
وكذلك في المسائل الشرعية يقال : ( الله ورسوله أعلم) لأنه ،
صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بشريعة الله ،
وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال الله – تعالى - :
(وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم)
. وليس هذا كقوله (ما شاء الله وشئت) لأن هذا في باب القدرة والمشيئة ،
ولا يمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركا لله فيها .
ففي الأمور الشرعية يقال ( الله ورسوله أعلم ) وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك .
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال
(وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله).
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرى العمل بعد موته .