صلاة الاستسقاء
تم اشعارنا من قبل اساتذتنا اننا سنصلي يوم غد صلاة الاستسقاء .. وانهالت الاسئلة على استاذنا عن كيفية صلاة الاستسقاء ولماذا تصلى ؟ وكم ركعة ؟ ومن سيصلي بنا ؟ ومتى ؟ .
وفي اليوم التالي قدمنا من منازلنا مبكرين وكلنا شوق لمعرفة صلاة الاستسقاء ومزيدا من المعلومات عنها ، ولاحظنا ان هناك بعض الاهالي حضروا لمشاركتنا تلك الصلاة ، وعندما اكتمل عدد الطلاب والمعلمين او كاد طلب منا ان نصف صفوفا لأداء الصلاة في ملعب كرة الطائرة والسلة والذي قام بتجهيزه معلم التربية البدنية اضافة إلى بعض المواد الأخرى ( د . احمد التابعي رحمه الله ) وهذا الملعب يقع في الجهة الجنوبية من الملعب الاساسي للمدرسة ( المعرض ) إلى جوار مقبرة الزبير ، وتولى عملية التنظيم عدد من المعلمين ويشاركهم العم مسفر الزبير محضر المدرسة رحمه الله والعم محمد سعيد العباسي حفظه الله في طاعته واغلبهم يحمل العصا ليقمع بها من عصى ولا فرق بين الفراش والمعلم في ذلك فالكل يجوز له حمل العصا .
امّ المصلين استاذنا علي دغسان ابو عالي رحمه الله وكان يقرأ الخطبة من كتاب ( الحكمة البالغة إن لم تخني الذاكرة ذلك المجلد ذو الغلاف الاحمر والذي نعرفه جيدا ونشاهده كل يوم جمعة) حيث يقرأ منه خطب الجمعة والتي لاتتغير ولا تتبدل على مر السنين والايام ويبدو أن هناك خطبة فيه خصصت لصلاة الاستسقاء تقرأ كلما رغب الجماعة في اداء تلك الصلاة .. ومما اثار دهشتنا انه طلب منا عند فراغ الامام من الخطبة أن نقلب ارديتنا فقام كل منا بقلب الجاكيت او السديرية او الغترة حسب ما توفر منها واستوى في ذلك المعلم والطالب والفراش واتجه الجميع إلى القبلة للدعاء في خشوع وسكينة .. ومما اتذكره ولا انساه ولن انساه أن المطر بدأ ينهمر قبل أن ننصرف من مصلانا ( رب اشعث اغبر لو اقسم على الله لأبره ) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
وعرفنا بعد ذلك كيفية صلاة الاستسقاء ومتى تصلى بل نفرح عندما يقال لنا سنصلي صلاة الاستسقاء لاننا نعرف تماما ان المطر سينهمر ويسمح لنا بالانصراف من المدرسة مبكرين .
رحم الله من مات من اساتذتنا وحفظ من بقي منهم في طاعته وإلى مزيد من الذكريات بمشيئة الله والله الموفق .