
لقد قدح في ذهن الصحابة عند سؤال النبي صلى الله عليه وسلم
 أن المفلس بميزان الدنيا هو من لا درهم له ولا متاع . 
فلماذا أجابوا بهذه الإجابة ؟ 
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : 
والحاصل أنهم أجابوا بما عندهم من العلم بحسب عُرف أهل الدنيا 
كما يدل عليه قولهم " فينا " غفلوا عن أمر الآخرة ، 
وكان حقهم أن يقولوا : الله ورسوله أعلم . 
لأن المعنى الذي ذكروه كان واضحاً عنده صلى الله عليه وسلم .ا.هـ. 
والإفلاس الذي أشار إليه الصحابة هو أمر عارض يزول بزوال المفلس . 
يقول الإمام النووي في شرح مسلم : 
وأما من ليس له مال ، ومن قل ماله فالناس يسمونه مفلساً ، 
وليس هو حقيقة المفلس ؛ لأن هذا أمر يزول ، 
وينقطع بموته ، وربما ينقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في حياته .ا.هـ. 
والنبي صلى الله عليه وسلم يعرف حقيقة المفلس بالنسبة لميزان الدنيا ، 
فأراد نقل الصحابة - وهو المربي والمعلم للصحابة
 بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - 
من مفهوم الإفلاس في الدنيا إلى مفهومه في الآخرة 
لكي يكون الصحابة والأمة من بعدهم على علم بحقيقة المفلس . 
قال الإمام النووي : 
وإنما حقيقة المفلس هذا المذكور في الحديث فهو الهالك الهلاك التام
 والمعدوم الإعدام المقطع فتؤخذ حسناته لغرمائه ،
 فإذا فرغت حسناته أخذ من سيئاتهم فوضع عليه 
ثم ألقي في النار فتمت خسارته وهلاكه وإفلاسه .ا.هـ. 
د . عبدالله علاف
طرح مميز كعادتك 
نفع الله بك وجزاك خيراً
تحياتي  
...........