خامسها : عذاب الضمير ،
وهو التأنيب والتقريع ، أخللت بحق نفسك ووضعتها في غير موضعها ،
أفسدت نظام الأسرة وسننت لها سنة سيئة ،
اغتيال براءة الأطفال لم يكن خياراً حسناً ، الإخلال بحقوق الآخرين ،
امرأة ورطتها ، علاقة شرعية أفسدتها ،
مال حرام استحللته ,
طفل يدلف إلى الحياة عبر المجهول لا يعرف أباه ،
كنت سبباً في نشر السوء والفاحشة وتسهيل أمرها وإشاعتها
يحاول أن يباح العشق حتى
يرى ليلاه وهي بلا حجاب !
عذابات متواصلة ، وآلام متزايدة ، وهموم وغموم ، وخواطر سيئة ،
ومخاوف متصلة ، ونوم متقطع ، وبعد هذا أعصاب مشدودة ،
ونفسية سيئة ، وقابلية سريعة للاشتعال ،
فالضحية الزوجة والأطفال والمحيطون بك
ممن يصطلون بنار الغضب السريع ،
والتهجم غير المسوغ ، والصراخ المفضي إلى الكراهية ,
والإحساس بمقت الحياة حين تكون إلى جوارك .
هل يستطيع العاصي أن يملك نفساً هادئة وأعصاباً لينة ،
وقدرة على التعايش مع المحيطين دون توتر أو قلق ؟
لا أظن !
إلا أن يكون ممن لا يعرف معنى " المعصية "
ممن لم يتصل بعلمه تحريم ، ولم تقرع أذنه النصوص المخوفة والوعيد المجلجل .
وفي البخاري يقول ابن مسعود رضي الله عنه
إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ،
وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ
فَقَالَ بِهِ هَكَذَا قَالَ أَبُو شِهَابٍ : بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ..