عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2010, 05:28 PM   رقم المشاركة : 163

 


هذه وثيقة نادرة توضح ملامح تلك الفترة ومن الملاحظات التي ممكن أن نشير إلى مايلي :

1- كثرة عبارة لم ينجح أحد في كثير من المدارس وذلك بسبب صعوبة الأسئلة وشدة المراقبة وكثافة المقرر الدراسي والتخويف الحاصل من إدارة المدرسة والمعلمين والأهل والمجتمع وتغير المكان الذي تعود الطالب عليه .. حيث ينتقل إلى مقر اللجنة في قرية أخرى ويشاهد عدد من الوجوه و ( الخنافر ) الجديدة من القرى المجاورة .. وإذا أضفنا مسألة الفقر وقلة التغذية ومشوار الطريق ( كعابي أو حافي القدمين ) فإن هذا كفيل بتصلب الشريين والخلايا والدماغ

2- في مدرسة بني ظبيان ناجحين بالدور الثاني ومنهم ذو قرابة وصلة وثيقة بإدارة المدرسة ( عددهم إثنين ) واحد أخو المدير وواحد أخو الوكيل .. ومع ذلك لم ينجحا إلا في الدور الثاني .. وهذا دليل على النظام الصارم في موضوع الإمتحانات حيث لا يوجد أي نوع من المجاملات أو العبث أو المساعدة ( كل شيء بصدق وأمانة )

3- لاحظ الأسماء مشقلبة ( صوهج ) ... ( عبدالله شيدق ) يعني عبدالله شبرق .. وهناك أسماء أخرى يوضع إسم الجد قبل الأب .. ومن أسباب التقديم والتأخير في الأسم شدة الخوف أثناء تعبئة الإستمارة والبعض منهم يعرف اسمه ولقبه فقط .. وبعد اللقب يضع اسم والده ظنا منه أن هذا هو الصح

4- لدي أسئلة الصف السادس لعام 1384 هجرية وقد استعارها أحد الأقارب .. ولازلت حتى هذه اللحظة في مفاوضات لإستعادة صورة منها فقط .. وإن شاء الله تصلنا هذا الأسبوع .. وعندما نعرض أسئلة ( الحساب أو التاريخ ) كمثال .. هنا نطرح نموذجا للتحدي الذي كان يواجهه الطالب في تلك الفترة

5- في المرحلة المتوسطة بعد عام 1386 يلاحظ بدء تحسن الأحوال المادية للناس عموما .. وهذا له علاقة أكيدة باستلام الملك فيصل الحكم عام 1384 وأعتقد وجود تحسن اقتصادي على مستوى المملكة أثر على المواطنيين وعلى البلاد بشكل عام وبشكل تدريجي

6- في المرحلة المتوسطة أيضا بعد عام 1385 هجرية تحسنت آفاق التعليم بوجود معلمين أكفاء من مختلف العالم العربي من سوريا وفلسطين والأردن والسودان .. وأفضلهم المعلمين العراقيين كانوا صارمين ومستواهم الثقافي والعلمي عالي جدا .. منهم الخطاط والرسام : سليم السامرائي .. ومعلم كان يدرس علم نفس بالمعهد .. ويقوم بحركات رياضية غريبة وفنية على جهاز ( الحصان ) الرياضي .. وكانت تقام مباريات رياضية ومعارض فنية على مستوى بني ظبيان ومقرها متوسطة النجاح

(( بالمناسبة كان يدرسنا مادة الدين .. مدرس سوداني اسمه : عوض الكريم .. متمكن من مادته ولديه علم لا باس به .. لكن ما يتحرك من فوق الكرسي ولا يقف أمام السبورة .. كل تدريسه وهو جالس .. سامحه الله وعفا الله عنه حيا كان أم ميتا ))

وأخيرا نقدم الشكر للمستر : عبد الرحيم رمزي ...على هذه التحفة .. وأنا متأكد أن هناك تحف أخرى ( مدسوسة ) وإن شاء الله تطلع ونسعد بمشاهتها