.
 
فكم على ظهر الثرى من نيام =وكم من الثاوين تحت الرغام 
وأينما أرمي بعيني أرى =مشيعا أو نهزة للحمام 
(=)
يا ربّ في فهمك حار البشر =وقصر العاجز والمقتدر 
تبعث نجواك وتبدو لهم =وهم بلا سمع يعي أو بصر 
(=)
بيني وبين النفس حرب سجال =وأنت يا ربّي شديد المحال 
أنتظر العفو ولكنني =خجلان من علمك سوء الفعال 
(=) 
شقت يد الفجر ستار الظلام =فانهض وناولني صبوح المدام 
فكم تحيينا له طلعة =ونحن لا نملك ردّ السلام
(=) 
معاقرو الكأس وهم سادرون =وقائمو الليل وهم ساجدون 
غرقى حيارى في بحار النهى =والله صاح والورى غافلون 
(=)
كنّا فصرنا قطرة في عباب =عشنا وعدنا ذرة في التراب 
جئنا إلى الأرض ورحنا كما =دب عليها النمل حينا وغاب 
(=)
لا أفضح السر لعال ودون =ولا أطيل القول حتى يبين 
حالي لا أقوى على شرحها =وفي حنايا الصدر سري دفين 
(=)
أولى بهذي الأعين الهاجدة =أن تغتدي في أنسها ساهدة 
تنفس الصبح فقم قبل أن =تحرمه أنفاسنا الهامدة 
(=)
هل في مجال السكون شيء بديع =أحلى من الكأس وزهر الربيع 
عجبت للخمّار هل يشتري =بماله أحسن مما يبيع 
(=)
هوى فؤادي في الطلى والحباب =وشجو أذني في سماع الرباب 
إن يصغ الخزاف من طينتي =كوبا فأترعها ببرد الشراب 
(=) 
يا مدعي الزهد أنا أكرم =منك وعقلي ثملا أحكم 
تستنزف الخلق وما أستقي =إلا دم الكرم فمن آثم؟ 
(=)
الخمر كالورد وكأس الشراب =شفت فكانت مثل ورد مذاب 
كأنما البدر نثا ضوءه =فكان حول الشمس منه نقاب
(=) 
لا تحسبوا أني أخاف الزمان =أو أرهب الموت إذا الموت حان 
الموت حق لست أخشى الردى =وإنما أخشى فوات الأوان 
(=)
لا طيب في الدنيا بغير الشراب =ولا شجى فيها بغير الرباب 
فكرت في أحوالها لم أجد =أمتع فيها من لقاء الصحاب 
(=)
عش راضيا واهجر دواعي الألم =واعدل مع الظالم مهما ظلم 
نهاية الدنيا فناء فعش =فيها طليقا واعتبرها عدم 
.