عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2010, 07:08 PM   رقم المشاركة : 214
مع السكر


 

بسم الله الرحمن الرحيم
أولا:أشكر مرور جميع الأخوة الذين قرأوا مقالي المنصرم كما أثني بالشكر على المعلقين عبد الله رمزي وعبد الرحيم رمزي وعبد الحميد وعلي بن حسن وبن ناصر وسعد محمد دوبح وعلي آبو علامة ، تعليقاتكم ومداخلاتم والتعبير عن إعجابكم هي بمثابة وقود لي يدفعني إلى الاستمرار و وعدتكم بحكاية السكر التي بدأها الصديق عبد الحميد.
كنت أسمع عن مكه والكعبه والمسعى والحج وغيرها من بعض الزملاء في المدرسة عندما نتجمع في الفسحه
لأنهم سافروا وجاودوا (عملوا صبيان في المنازل ) وأحسست أني دونهم منزلة وحظوه ، طلبت من والدي السفر في العطله وألحيت في الطلب ، فسألني عن الأسباب ؟! فقلت مثل رفاقتي كلهم سافروا إلا أنا ، قال:وماذا تعمل إذا سافرت ،قلت أجاود قال رحمه الله:بتلقى عمه تضرب وجهك وقفاك قلت خلها ،أودعني مع طيب الذكر المرحوم صالح بن قسقس وجلست في ضيافته أسبوعاً إذا ذهب إلى عمله أخرج إلى الشارع أحذف الكلاب والبساس هذه الثقافه جلبتها معي من الديره ، أشار علي بالخروج أو الجواد لكني أخترت الثانيه ذهب بي سعيد بن ثعفود رحمه الله في بيت ثلاثة أدوار معظم أهله حريم ترأسهم عجوز يستعيذ الشيطان من منظرها علما بأن لها ولدا واحدا يعمل موظفا ذا أخلاق عاليه لم أسمع منه كلمة نابيه وبنات منهن التي وخط الشيب رأسها ولم تتزوج ومنهن المطلقه والأرمله والعانس كلهم جميعا ذو أخلاق عاليه وجمال أخاذ ،فسبحان الخالق (عسل من ذباب ) زوجها عجوز هارب من البيت بسببها يأتي إلى البيت مرة كل أسبوع يغير ثيابه ثم يخرج متكئا على عصا لايلوي على شيء.
لاتستعجلوا علي سآتي على حكاية السكر ، عملت عندهم بكل إخلاص أكنس وأشتري المقاضي وأحلب المعزا وأغسل النحاس بماء حار ورماد لعدم وجود صابون في ذلك الزمان وفوق هذا التعب تأتي العجوز وتدلك قطعه من النحاس بيدها فإذا لم تسمع لها صرير قالت : (أعد الغسيل ياواد النحاس زفر) والله إنه نظيف ولكن حكم القوي على الضعيف ، سألوني ذات يوم هل أنا أقرأ وأكتب قلت نعم وطالع السادس وبعدها أتوظف نظرن البنات إلي بإكبار وأصبحن يعاملنني باحترام .
تعمل هذه العجوز ولاده وتحكي بناتها عن كثرة الرجال الذين يراودونها عن نفسها عندما يستدعونها للتوليد موهمة السامعين أنها عجوز تشتهى ، نفسي أقول لها أنت معيوفة لا خلقة هيلة ولا منطوق حالي ، تقضي أوقاتا طويله تثرثر ، فإذاما عصفت الأرياح بداخلها أتكأت على أحد جانبيها وفلتتها بين الجالسين بصوت مسموع (لاحياولامزا) أغادر المجلس وأنا أكاد أنفجر من الضحك ، أسرتها في نفسها (صرتها لي ) وفي يوم من الأيام كنت أكنس أحد الرفوف ووقعت عيني على علبة السكر ففتحتها وتناولت (سفه ) بضم السين وتشديد الفاء ، وكأنها قطرة من سما صاحت وكدت أشرق بالسكر وأضطربت وتعثرت في مكوى الجمر ووقع من الرف وأنكسرت يده وأقبلت نحوي والشرر يتطاير من عينيها وهوت بيد كالمرزبه بصفعة طرحتني أرضا وأرتني النجوم ظهرا ، وأستباحت خد طفل في الحادية عشره من عمره ،نهضت متثاقلا وأنا أتحسس عظم لحيي عساه سالم من الكسر (بعض الشر أهون من بعض) وأردفت تلك الصفعه بعباره تندى خسة وحقاره لن أذكرها أحتراما لمشاعركم ومنزها أسماعكم وسأكتفي بالتلميح دون التصريح مشيرة بأصبعها بخط منحني بدأ من أرنبة أنفها متجها إلى أسفلها قائلة : (وتقول بدك تتوزف –هاه- تتوزف
في...........) يالطيف كيف تجرأت تقولها لطفل قروي بسيط لم يبلغ الحلم .
لاتقولوا ترحم عليها أو أستغفرلها أو أذكر محاسنها ،فأنا لاأعرف لها محاسن ، لم تشفع لي عندها تلك الصفعه فخصمتها من راتبي عفوا من جوادي وسامحوني على الإطاله فالموضوع مترابط. وإلى لقاء يتجدد معكم ومع السكر إن شاء الله.