.
 
إن الذي يذبل زهر الربيع =ينثر أوراق وجود الجميع 
والهم مثل السّم ترياقه =في الخمر فاشرب قدر ما تستطيع
"="
زجاجة الخمر ونصف الرغيف =وما حوى ديوان شعر طريف 
أحب لي إن كنت لي مؤنسا =في بلقع من كل ملك منيف 
"="
أتسمع الديك أطال الصياح =وقد بدى في الأفق نور الصباح 
ما صاح إلا نادبا ليلة =ولّت من العمر السريع الرواح 
"="
علام تشقى في سبيل الألم =ما دمت تدري أنك ابن العدم 
الدهر لا تجري مقاديره =بأمرنا فارض بما قد حكم
"="
تحمل الداء كبير الرجاء =أنك يوما تنال الشفاء 
واشكر على الفقر الذي إن يُرَدّ =أصبحت موفور الغنى والثراء
"="
ليتك يا ربي تبيد الوجود =وتخلق الأكوان خلقا جديد 
فتغفل اسمي أو تزيد الذي =قدرت لي في الرزق بين العبيد
"="
وصلتني بالنفس منذ القدم =فكيف تفري شملنا الملتئم 
وكنت ترعاني فماذا دعا =إلى اطراحي للأسى والألم
"="
هات الطلى فالنفس عما قليل =توشك من فرط الأسى أن تسيل 
عساي أنسى الهم في نشوتي =من بعد رشفي كأسها السلسبيل
"="
يا ساقي الخمر أفق هاتها =ثم اسقني سائل ياقوتها 
فإنها تبعث من روحها =نفسي وتحيي ميت لذاتها 
"="
صب من الإبريق صافي الدماء =واشرب وهات الكأس ذات النقاء 
فليس بين الناس من ينطوي =على الذي في صدرها من صفاء
"="
أين طهور النفس عفّ اليمين =وكيف كانت عيشة الصالحين 
إن كنت لا تغفر ذنبي فما =فضلك يا ربِّ على العالمين
"="
أبدعت فينا بينات العِبر =وصُغتنا يا ربي شتى الصور 
فهل أطيق اليوم محو الذي =تركته في خلقتي من أثر
"="
طبائع الأنفس ركّبتها =فكيف تجزي أنفسا صغتها 
وكيف تفنى كاملا أو ترى =نقصا بنفس أنت صورتها
"="
تخفي عن الناس سنا طلعتك =وكل ما في الكون من صنعتك 
فأنت مُجلاه وأنت الذي =ترى بديع الصنع في آيتك 
"="
يا رب مهّد لي سبيل الرّشاد =واكتب لي الراحة بعد الجهاد 
وأحي في نفسي المنى مثلما =يحيي موات الأرض صوب العهاد
"="
لن يرجع المقدار فيما حكم =وحملك الهم يزيد الألم 
ولو حزنت العمر لن ينمحي =ما خطه في اللوح مر القلم
"="
ولّى الدجى قم هات كأس الشراب=كأنما الياقوت فيها مذاب 
واحرق من العود بخورا وخذ =من غصنه المعطار واصنع رباب
"="
الخمر توليك نعيم الخلود =ولذّة الدنيا وأنس الوجود 
تحرق مثل النار لكنها =تجعل نار الحزن ماء برود 
"="
عيشي من أجل الطلى مستحيل =فإنها تشفي فؤادي العليل 
ما أعذب الساقي إذا قال لي =تناول الكأس ورأسي يميل
"="
أولى بهذا القلب أن يخفقا =وفي ضرام الحب أن يحرقا 
ما أضيع اليوم الذي مرّ بي =من غير أن أهوى و أن أعشقا
.