عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2008, 07:18 PM   رقم المشاركة : 4

 



الوقفة الثالثة

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

هكذا يجب أن يكون العبد ... مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه ,

مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر ,

أو في مكان دون آخر , لا ... وألف لا ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام ....

قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. }

هود 112 ,

وقال : { ... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... }

فصلت 6 .

والآن بعد أنتهاء صيام رمضان ...

فهناك صيام النوافل :

( كالست من شوال ) , ( والاثنين , الخميس ) , ( وعاشوراء ) , ( وعرفه ) , وغيرها .

وبعد أنتهاء قيام رمضان , فقيام الليل مشروع في كل ليله :

وهو سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها بقوله :

" عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ،

ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ،

ومنهاة عن الإثم مطردة للداء عن الجسد
"

رواه الترمذي وأحمد .

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

" أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل " ،

وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ،

ولم يتركه سفراً ولا حضراً ، وقام صلى الله عليه وسلم

وهو سيد ولد آدم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه ،

فقيل له في ذلك فقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه .

وقال الحسن :

ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ،

فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً ؟

قال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره .

اجتناب الذنوب والمعاصي :

فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ،

والأنس بذكره في ظلم الليل ، فليحذر الذنوب ،

فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي .

قال رجل لإبراهيم بن أدهم :

إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟

فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في الليل ،

فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .

وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد :

إني أبِيت معافى ، وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي لا أقوم ؟

فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك .

وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ،

وصيام النهار . وقال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل ،

وصيام النهار ، فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك

وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ،

وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ،

وعلى مجاهدة النفس في وقت هدأت فيه الأصوات ،

ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش .

ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ،

وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى :

( أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب
) .

والآن بعد أن انتهت ( زكاة الفطر ) : ,

فهناك الزكاة المفروضه , وهناك أبواب للصدقه والتطوع والجهاد كثيرة .

وقرأة القرآن وتدبره ليست خاصه برمضان: بل هي في كل وقت .

وهكذا .... فالأعمال الصالحه في كل وقت وكل زمان .....

فاجتهدوا الأحبة في الله في الطاعات .... وإياكم والكسل والفتور .

فالله ... الله

في الاستقامة والثبات على الدين في كل حين

فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت

فإحذروا أن يأتيكم وأنتم على معصية .

 

 

   

رد مع اقتباس