عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2008, 05:14 PM   رقم المشاركة : 1
Sabr6 فنجان شاي من أجل عينك يا حصة


 

فنجان شاي من أجل عينك يا حصة


عندما فتح عينيه على الدنيا وجد أباه مدرسا وكذلك معظم أقاربه ،فترعرع في بيئة يكاد ينحصر عمل شبابها في التدريس ،وعندما كبر قيل له إن أقرب طريق للحصول على وظيفة هو دخولك معهد المعلمين فكر وفكر ولم يجد في نفسه ميلا إلى التدريس لكنه قال: (مع الخيل يا شقرا ) ، تخرج من ذلك المعهد ووجه إلى إحدى المدارس وأول ما شطح نطح ،حمل العصا لأنه اكتوى بلسعاتها عندما كان طالبا، وعلا
صراخه بين التلاميذ دخل عليه مدير المدرسة الفصل في يوم ما فوجده كالديك متكوّما في نافذة الفصل ينفث سيجارته ،ويصرخ في وجه أحد التلاميذ (اقرأ يا بليد)،استدعاه المدير وقذف في سمعه بعض عبارات التأنيب وقال له : كيف تفعل هذا أمام التلاميذ؟ وكيف يقرأ البليد إذا لم تعلمه كيف يقرأ؟!!
ولكن هيهات لو تجدي كيف ، فاقد الشيء لا يعطيه .
استمر صاحبنا في نهجه ، لا يأتي فصله إلا كسلانا متأخرا عن بقية المعلمين وعلى عكس دخول الحصة فهو سريع عند الخروج ، يطرق باب الفصول معلنا زمن انتهاء الحصة قبل سماع الجرس ، لا يتمسك بنظام ولا يرعوي لانضباط ، يتوجه من فوره بعد كل حصة إلى غرفة الشاي يشرب فنجانا أو أكثر وينفث معه السيجارة وهو يردد (فنجان شاي من أجل عينك يا حصه) يأتي إلى المدرسة متأخرا لا يحضر الطابور ، يغيب في كل أسبوع يوما أو يومين ، حاول المدير إصلاحه وجه إليه إنذارات رفع عنه إلى إدارة التعليم ، اشتكى إلى المسؤولين بمرارة وفي كل مرة يقولون له : إذا لم يصلح عندك فلن يصلح عند غيرك ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، حمل مفاتيح المدرسة وتوجه إلى إدارة التعليم وألقاها بين يدي مدير التعليم قائلا : هذه مفاتيح المدرسة وهذه استقالتي .

 

 

   

رد مع اقتباس