الموضوع: نواب إبليس
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2010, 02:48 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


وبين فترة وأخرى يَصْدَح أولئك الَوَرَثَة بمثل تلك الدعاوى ، وإليها يُنادون ..

تارة تحت اسم الفنّ والذوق !

وأخرى خَلْف ستار الترفيه

ولست أدري أتَرْفِيه أم تَعْرِيَة ؟

وربما أقحَموا لفظ البراءة في ذلك الترفيه !

إن كان القصد الترفيه فما الذي أقحَم التعرِيَة ؟!

وثالثة تحت شِعار : الدِّين يُسْر !

ورابعة تَحتمي الدعوى بالتشبّث بالأصل !

وأن الأصل في الأشياء الإباحة !

فتُفتَح المسارح ودور السينما بهذه الحجة !

وقديما احتَجّ إبليس بالقَدَر ! فقال :

(رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)

ولن يُعدَم مُبطِل حُجّة ! ولن يُعدَم مُحتال حِيلَة !

وقد عَرَف إبليس أن دعاواه لا تَرُوج ..

وأن الباطل لا يُقبَل إلا بدليل عقلي ! وبتحسين القبيح ..

ولذا لما أراد إغواء آدم عليه الصلاة والسلام

زَيَّن له الأكل من الشَّجَرة تحت سِتار : شَجرَة الْخُلْد ..

وبالدعوى إلى مُلْكٍ لا يَبلى !

(قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى)

وكما كذب الخبيث في أول دعوى .. فكذلك ورثته ..

ولذا قال عليه الصلاة والسلام عن أحد أولاد إبليس : صدقك وهو كذوب .

رواه البخاري .

وسار على هذا النهج كل مُنافِق معلوم النِّفاق ..

فقال أوائلهم وقد أقْسَمُوا اليمين :

(إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)

وقد حَلَفُوا : (إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى) .. (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

فورّاث إبليس إن دَعَوا إلى العُريّ .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى !

وإن شجّعوا على الاختلاط .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى !

وإن طالَبُوا بتدريس الموسيقى والغِناء .. زعموا أنهم أرادوا الحسنى !

فالاختلاط والتعرّي صِنوان .. رضعا من ثدي الرذيلة !

ولا يتأتّى فساد مُجتَمع مُحافِظ إلا عن طريق الاختلاط والتعرّي ،

لذا كانت المرأة وسيلة ناجحة ، وورقة رابحة بأيدي دَعاة الرذيلة ،

حتى قال قائل أهل الصَّلِيب :

كأس وغانية يَفعلان في الأمة المحمّدِيّة ما لا يَفعله ألف مِدفَع !

والمسْرَح وأمُّه الهاوية - السينما - من طُرُق ووسائل الأبالِسَة في إخراج المرأة ،

فتَخرُج المرأة بِحجّة الترفيه .. وبِدعوى الحرية الشخصية لتشاهِد عرضا سينمائياً ..

ربما يُعرَض في آخر الليل ! أو على الأقل بعد منتصف الليل !

والإنسان ميّال بِطبعِه إلى ما يُشاهِد ..

والإنسان ابن بيئته .. يتأثّر بما يُشاهِد وبمن يُعاشِر ،، والمرء على دِين خليله

والغِلظة والفضاضة في أهل الإبل .. والسكينة في أهل الغنم !

فإذا شاهَدت المرأة امرأة مثلها على خشبة المسرَح - وإن شئت قُل : الْمَشْرَح - !

ثم تكرّر هذا المشهَد ..

ورأت مرة ثانية وعاشرة أخرى تُعرض على شاشات السينما .. دون نَكير ..

بل تَلْقَى التشجيع والتصفيق ! والمدح والثناء !

والْوَصْف بالنجومية ! وإغداق المال عليها !

كيف لا تتمنّى - بعد ذلك - أن تكون كَمثلها ؟!

وكيف لا تُحدِّث نفسها بل تَهُمّ وتَعزِم على أن ترتاد تلك الطريق ..

وإن كانت موحِلة .. وإن كانت مُظلِمة ؟؟!!

وإن كانتْ شاة عائرة بين غَنَمين .. وإن كانتْ حَمْلاً وديعاً انفرَد عن الرعية ..

فَصَادَف قطيعا من الذئاب الجائعة !

فلا تَسَلْ بعدها عن الْحَمَل ودمِه !

ولا تبحث لِبراءته عن أثر !

وحسبك أن تَعلَم أن بضاعة التمثيل بِضاعة وثنية يونانية !

ثم انتقلت إلى النصارى

قال الشيخ بكر أبو زيد :

وكان أول حُدوثه في ديار الإسلام على يَدِ نصراني !

هو " مارون النقاش " اللبناني ، إذ عَمِل أول تمثيلية عام 1840 م
. اهـ .

ونحن اليوم أمام دعاوى فجَّة تُنادي بالمسارِح العامة ،

بل وتَدْعوا إلى بناء دور السينما في أطهر البقاع !

ولعل هؤلاء بَلَغوا من الإسفاف الفِكري ما لم يَبلُغه أهل الجاهلية ألأولى !

فإن أهل الجاهلية كان عندهم من تعظيم الْحَرَم ما يَجعلهم يَخرُجون بالأسير ليُقتَل خارج الْحَرَم !

ومن هؤلاء الأدعياء من يُنادي ،

وقد يَرى - بِفقهه الأعوج - أنه لا دليل على منع بناء دور السينما في مكة أو في المدينة النبوية !

أهل الجاهلية الأولى يُعظِّمون الْحَرَم فلا يَرون جواز قَتْل الأسير داخل حدود الْحَرَم

وهؤلاء يَرون جواز ذبح العِفَّة ، ونَحْر الحياء .. وإن كان داخل المسجد الْحَرام !

فأفٍّ ثم أفّ لِقَومٍ يَبُزّهم أبو جهل بِخُلُقٍ بل بأخلاق !

ويَفُوقُهم أهل الجاهلية بالدِّين ومكارِم الأخلاق !

وإذا أردت أن تَعرف حقيقة هذا الأمر فتأمّل وتَمعّن قوله عليه الصلاة والسلام :

إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكارِم الأخلاق .

تَجِد أن أهل الجاهلية كان لديهم بقايا من أخلاق .. مِن كَرَم وحياء .. ووفاء بالعهد ..

وحفظ حق الجار .. وأداء الأمانة .. وتعظيم الْحَرَم .. إلى غير ذلك .

وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين



عبد الرحمن بن عبد الله السحيم



غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس