عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 08:23 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم كعشر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
عبدالرحيم كعشر is on a distinguished road

حسبي عليك الله ياقرن احدعش


 



حسبي عليك الله ياقرن احدعش
ذا خذ عطيفي والمحش
والله ثلاث ايمان ما ارد السلام
ولا بفاتي بالكلام
حتى تردون المحش لابيتنا

يحكى أنه كان قبل أكثر من مائة سنة ان رجال من اهل وادي آل علي من أهل الرأي والحكمة والشجاعة , وكان يحسب لهم ذلك عند قبيلتهم بني ظبيان وغامد كآفة وكانت تطرح عليهم مشكلات كطلب مشورة أو فزعة أو توجيه ذلك لانهم أهل رأي ورئاسة ودهاء وبأس وكان الخايف والمقهور من القبائل الاخرى حتى من خارج قبيلة غامد , يجد في هؤلاء القوم ملجأ آمن حينما يشتد الكرب عليه وعلى اسرته فيحظى بحماية ورعاية أهل وادي آل علي ويعامل كواحد منهم ومن ذلك انه حينما يجري حصاد البلاد صيفا وخريفا وربيعا ايضا يناله القسم الوافر من خيرات الله ثم خيرات هذه البلاد والمزراع ويؤمن له السكن وياويل من يتعدى عليه او يشتكي من احد أهل الوادي فمصيره الجزاء الرادع ولن تكون له الشفقة من احد .
هكذا كانوا اولاد علي والمؤمل ان شاء الله أن يكون في خلفهم خير سلف.
ما جعلني أسرد هذه المقدمة المختصرة رغم أن عنوانها يختلف هو لتذكير هذا الجيل بما كان يتصف به آبائهم واجدادهم من راي ونجدة وتكافل اجتماعي وحماية للجار .
وأعود لعنوان المقالة حسبي عليك الله ياقرن احدعش فيقال أنه قبل اكثر من مائة عام كانت الديرة تحمى من قبل القبيلة بواسطة رجل من اهل الأمانة والشجاعة والصدق وممن يوثق به واقصد بالديرة الأحمية والعقاب والغابات التابعة لوادي العلي .
وفي يوم من الايام قام الحامي بعد ان تمنطق بجنبيته وعطيفه " الفأس " وذلك الحامي كان يدعى علي بن حميده من رحبان رحمه الله رحمه واسعه واسكنه فسيح جناته وسرح لتفقد الديره كما هي عادته يوميا من بعد الفجر وحتى المغرب
سمع الرجل في احدى ادغال احمية وادي العلي شوشرة وصوت قرقعة وتكسير للأشجار فنزل من فوق احدى التلال ليستطلع الموقف وإذا به يفاجأ بأحد الاشخاص من اهل الوادي هو من يحدث في الديرة .
ودار بينهما جدال قام الحامي بأخذ عطيف ومحش ذلك الرجل ,بالإضافة إ لى الأعواد من الاشجار وبعض العشب الذي صرمه ذلك الرجل ثم بعد ذلك قام الحامي بإبلاغ القبيلة تلك الليلة من ذلك اليوم وفي اليوم التالي اجتمع رؤساء القبيلة ببيت أحد مشايخهم ويدعى أحمد بن باشة كما أظن إن لم تخني الذاكرة حيث ان هذه الرواية سمعتها قبل أكثر من خمسين سنة مضت , ومنهم المجتمعون ؟
إنهم مشايخ وادي العلي ومنهم عطية أبو عالي وسعيد بن قسقس ومن رحبان حمدان ولد العطية واحمد بسّان عم صالح المحجم ومن الطرفين عبد الله الزبير وحمدان العقيشي ومن الغمده الحرفي وواحد من بيت العيسى لايحضرني اسمه رحمهم الله جميعا رحمة واسعة .
وتدارس المجتمعون بعد ان وقفوا في اليوم التالي على موقع الحادثة , ثم قرروا تعزير ذلك المعتدي بأن يكلف بذبح خروفين ويختار هؤلاء من يمثلهم بوجبة العزير وهم مابين عشرة الى عشرين من الشباب يقودهم احد كبار السن لتنفيذ الجزاء الرادع بحقه .
طبعا المشايخ واهل الحل لايذهبون معهم لهذه الوليمة لعزة النفس ولانهم ليسوا بحاجة لما اعطاهم الله من فضله وتم تنفيذ العزير في الرجل وهو طبعا لم يخسر كثير حيث لديه من الاغنام والماشية مايسدد منها .
وبعد ذلك سمحوا للحامي أن يرد له عطيفه ومحشه وحينما حضر الحامي لبيت الرجل حاملا العطيف والمحش سلم عليه وحياه فلم يرد عليه الا بهذه القصيدة المعبره عن حنقه وانزعاجه , طبعا كانت النفوس كبار فالحامي لم يغضب من الرجل.
ايضا نجد في قصيدة الرجل المعتدي حسا من لغة التخاطب الجميلة غير المثيرة بل العتب واللوم المستساغ .
ماأريد قوله وتوضيحه للابناء في هذا الجيل أن يفخروا بأبائهم واجدادهم الذين كان الدين والخلق والشهامة من صفاتهم ونسال الله ان يرحمهم ويوسع نزلهم .

حكمة / وتكبُر في عين الصغير صغارها .... وتصغر في عين الكبير كبارها

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين !


محبكم / عبد الرحيم كعشر

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس