العمّ العزيز أبو هشام
أعذرني على الإنقطاع والمتابعة ومِن ثمّ المداخلات على كلّ مشاركة تكتبها ولقد إنقطعت فعلاً مدّة مِن الزّمَن ليست بالقصيرة لانشغالي ولإنقطاع النّت مِن جرّاء إعادة توزيع السّكن مِن شان عيون العرسان ! ولتردّي أوضاعي الصّحّيّة نوعاً ما فاعذرني يالغالي ، وقد لاحظ على إنقطاعي كثير مِن المحبّين وأنت أوّلهم والحمد لله على كلّ حال ونعوذ بالله مِن حال أهل الضلال .
أمّا ما طرحته في مشاركتك فهو ليس بغريب عليك لعلمي بحبّك للتّأريخ وولعك الجمّ في قراءة صفحاته وحفظه ثم إتحافنا به فبارك الله فيك وسلّم هذه الحافظة مِن أن تتأثّر أو يصيبها الهرم ذات يوم ( فمَن غيرك يُعنى بصفحاته ويُقدّمها هديّة ــ وأعظم بها مِن هديّة ــ لمتصفّحي منتدياتنا .
شرف لي أن يكون جدّي علي موضع ثقة مِن الجماعة وأميناً على ممتلكاتهم ومحارمهم وتلك مسؤليّة لا يقوم بها إلاّ العظماء مِن النّاس مِمّن يتوفّر فيهم الجدّ والنّشاط والأمانة والصّدق والغيرة وأشياء أخرى كالشّجاعة وهي أهمّ شرط وكذلك الإخلاص والتّقصّي والقناعة والإقدام وعدم إستغلال هذا المنصب فيصبح حاميها حراميها والنّاس لهم نظرة فيمَن يكون موضع ثقتهم .
الشّروط الجزائيّة والعزير الرّادع مُنذ القِدم وضاربان في عُمْق التّأريخ وفي جذوره ولا مناص مِن تنفيذه دون محاباة رغم الحياة الصّعبة وقِلّة ذات اليدّ فالقوانين والشّروط تُحترم وتجري على الكبير والصّغير .
أخيراً فلا أستطيع أن أضيف شيئاً مِمّا أعرفه في هذا المجال فمِنك يا أبا هشام نتعلّم ونتخبّر عَن أخبار أجدادنا فَمِنهم مَن لم نعِش معه مِثلك بارك الله فيك وأحسن خاتمتنا وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
مع ملاحظة أنّني لا أعرف جدّي علي فلقد توفّاه الله بعد أن رآني وفرح بي واشترى إسمه مِن أبي ليسمّيني سعد بإسم والدي سعد بن علي دوبح هكذا أخبرني والدي محمّد دوبح وكان ذلك مداعبة لطيفة مِن جدّي رحمه الله ورحم جدّي محمّد وجدّاتي ووالداي وأعمامي وكلّ أقربائنا والمسلمين أجمعين .