عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2012, 11:29 AM   رقم المشاركة : 2

 


أحدهما :

من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي ،

فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها ؛

لأن ذلك وهذا هو الذي وردت فيه النصوص وفي ذلك قال الله تعالى :

( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) .

والمراد إشاعة الفاحشة على المؤمن فيما وقع منه ،

واتّهم به مما بريء منه كما في قضية الإفك .

قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف :

اجتهد أن تستر العصاة ، فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام ،

وأولى الأمور ستر العيوب .


ومثل هذا لو جاء تائبا نادما وأقر بحده لم يفسره ولم يستفسر بل يؤمر بأن يرجع ويستر نفسه ،

كما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماعزا والغامدية ،

وكما لم يستفسر الذي قال : أصبت حدا فأقمه عليّ ،

ومثل هذا لو أخذ بجريمته ولم يبلغ الإمام ، فإنه يشفع له لا يبلغ الإمام ،

وفي مثله جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم .

خرجه أبو داود والنسائى من حديث عائشة .


والثاني :

من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل لـه ؛

هذا هو الفاجر المعلن ، وليس لـه غيبة كما نصّ على ذلك الحسن البصري وغيره ،

ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره لتقام عليه الحدود ، وصرح بذلك بعض أصحابنا ،

واستدل بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

واغد يا أنيس على امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمها .

انتهى كلامه – رحمه الله – .


قال القرطبي في التفسير :

قال بكـر بن عبد الله المزني :

إذا أردت أن تنظـر العيوب جملة فتأمل عيّـاباً ،

فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب …


وقيل : من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره …

لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا *** فيهتك الله سترا عن مساويكا

واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكـروا ***ولا تعـب أحـداً منهم بما فيكا

انتهى .
.

 

 

   

رد مع اقتباس