عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2011, 12:54 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback عـقد شـراء مقـبره


 



بسم الله الرحمن الرحيم

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
وقال له : يا أمير المؤمنين لقد اشتريت دارا وأريد أن تكتب لي
عقد الشراء بيدك
فوجد سيدنا علي أن الدنيا قد تربعت على قلب الرجل حتى
أنْسَتْهُ ذكر ربه
فأراد أن يُعلَّمهُ الوفاء بالعهد الذي أخذه الله
علينآ : ( أَلَستُ بِرَبِّكم ) أمسك الإيمام بقلمه وقرطاسه وكتب
بِســـــــمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيــــــــــمِ
أما بعد
فقد اشترى ميت من ميت داراً ، تقع في بلد المذنبين ، وسكة الغافلين ، لها أربعة حدود

الحد الأول الموت
والحد الثاني القبر والحد الثالث
الحساب
والحد الرابع إما جَنّة وإما نار ، كما يريد الواحد القهار

ونظر الرجل إلى عقد الشراء 0 فحزن 0 وقال
يا إمام جئت إليك لتكتب لي
عقد شراء دارٍ
فكتبت لي عقد شراء مقبرة
فقال له الإمام

( كلمات أصبحت مثلاً 0 وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
يا هذا )

النفس تبكي عــلى الدنيا وقـــد
علمت أن السلامة منها تركُ ما فيها
لا دار للمرء بعد الـموت يسكنهـا إلا التي كـــان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخـــير
طــاب مسكنهـــا وإن بنـــــاها بشــــــر خاب بانيهـــــا
أين
الملوك التي كـــانت متسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
أموالــنا لذوي المـــيراث نجمعهــــا ودُورنــــــا لخراب
الدهــر نبنيـهـــا
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت أمست
خراباً وأفنى الموت أهليــها
إن المكــــــــــــارم أخلاق مطهـــرة
الديـــــن أولها والعِــــــــلم ثانيها
والعقل ثـــــالثها
والحلْـــــــمُ رابعتها والجود خامسها والفضل سأدسها
والبــــــــر سابغها والشكـــر ثامنتها والصــــبر
تاسعتها والليـــــن باقيها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيهــــــــا
فالمـــــــوت لاشك يفنينا ويفنيــها
واعمل لدار غداً رضـــــوان خــازنة
والجــار أحمد والرحمـــــــن ناشيها
قصـــــورها ذهب والمسك
طينته والزعفــــــران حشيش نابت فيـــها
فلما سمع الرجل هذا الكلام من أمير المؤمنين
قال : إنّني قد
تَصّدقتُ بداري على الفقراء والمساكين
وهكذا تعلم الرجل كيف يكون
الوفاء بعهد الله
منقول اتمنى ان يستفاد منه


 

 

   

رد مع اقتباس