بعض الاخلاق المحمدية
أن لذوي الأخلاق الفاضلة منزلة عالية
فقد سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن البر قال ( حسن الخلق )
وسئل عن أي الاعمال أفضل فقال ( حسن الخلق )
فمن هنا اكتساب الأخلاق الفاضلة خير من اكتساب مال الدنيا
والطريق لذلك هو الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام
فقد قال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم )
شهادة من الله عز وجل للرسول عليه الصلاة والسلام بأنه على أكمل
الأخلاق وأتمها وأرفعها وأفضلها
قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر )
سنعرض هنا نماذج من تلك الاخلاق فلننظر اليها ولنوطن النفس على اكتسابها
والتخلق الصادق بهاا
الحِلم المحمدي
الحلم هو ضبط النفس حتى لااايظهر منها مايكره قولااا او فعلااا عند الغضب
فكان عليه السلام مضرب المثل في الحِلم
فلما شجت وجنتاه وكسرت رباعيته ودخل المفغر في رأسه يوم أحد
قال ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون )
منتهى الحلم والصفح والعفو والصبرمنه صلى الله عليه وسلم
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي
فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه)
فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له:
(إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن)
قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم
الصبر المحمدي
هو حبس النفس على طاعة الله تعالى حتى لاتفارقها
وعن معصية الله تعالى حتى لا تقربها
وعلى قضاء الله تعالى حتى لا تجزع له ولا تسخط عليه
وقد صبر النبى صلى الله عليه وسلم وصابر طيلة عهد ابلاغ رسالته
فلم يجزع يوما ولم يتخل عن دعوته وابلاغ رسالته
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة
وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان..
قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
الفتح:29 صبر على اذى قريش
فقد ضربوه وحاصروه ثلاث سنوات وحكموا عليه بالاعدام وبعثوا رجالهم لينفذوا الحكم فيه الا ان الله سلمه وعصم دمه
كل ذلك لم يرده عن دعوته ولم يئن عزمه عن بيانها وعرضها على القريب والبعيد
و عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي –
صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا،
والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.
العفو المحمدي
العفو هو ترك المؤاخذة عند المقدرة على الاخذ من المسيء المبطل
لما دخل المسجد الحرام صبيحة يوم الفتح ووجد رجال قريش جالسين مطأطئي الرؤوس ينتظرون
حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم
فقال : يامعشر قريش ماتظنون انى فاعل بكم ؟
قالوا :
أخ كريم وابن اخ كريم
قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء
فعفا عنهم بعدما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ملا يقادر قدره
ولا يحصى عده
ومع هذا فقد عفا عنهم ولم يعنف
فلم يضرب او يقتل
التواضع المحمدي
كان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى
المدينة ويقبل عذر المعتذر.
من تواضعه عليه السلام
قوله للذي قال له ياخير البرية قال ذاك ابراهيم
عندما دخل عليه رجل فأصابت الرجل
من هيبت النبى صلى الله عليه وسلم رعده
فقال له :
هون علي نفسك فإني لست ملكا وانما أنا ابن إمرأة من قريش تأكل القديد
وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ،
يتخلق ويتمثل بقوله تعالى:
(( تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ
عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ )) [ القصص 83 ].
فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم :
(لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) رواه البخاري.
كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم :
(آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني.
كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم
(لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه الألباني.
كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال :
( لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر) رواه مسلم
؟