الموضوع: البــؤسآءْ .. !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2010, 09:16 PM   رقم المشاركة : 2

 

,’

قمت بزيارة إحدى المستشفيات بالطائف لعيادة مريضة من أقربائي شافاها الله وعافاها
واحسن خاتمتها .
ولجت الغرفة التي ترقد بها قريبتي وفوجئت بذلك الشبح في صورة فتاه مسكينة ضعيفة
قدمت من بلادها " اندونيسيا " لتخدم أسرة من الأسر والتي استقدمتها لذلك الغرض
ولم يمضِ على وصولها الى المملكة لدى مكفولها الا بضعة أشهر وهي ترقد الى جانب قريبتي
على سرير مستقل عليه ستارة من ستائر المستشفى المعهودة كحاجز لكل مريضة عن الأخرى
ولشدة دهشتي وانفعالي في تلك اللحظة من هول مارأيت فقد بقيت واجما دون حراك وقريبتي
تشاهدني فاستغفرت الله سبحانه وتعالى وتحوقلت .
سألت قريبتي عن هذا المنظر الذي أراه هل هو لمريضة مسلوخة الجلد أم دمية مشوهة
في صورة امراءة ..؟
أجابتني قريبتي هون عليك واجلس وسأحكي لك قصتها ولاتقاطعني حتى أنهيها .
تقول قريبتي :
ان هذه الخادمة استسمحتني بأن تجلس بجواري لتقص عليّ ماجرى لها من كفيلها وزوجته
خلال عملها معهم .
فتقول :
حضرت الى هذا الكفيل بموجب عقد وتأشيرة دخول وقد وصلت عن الكفيل بالطائف قبل بضعة أشهر
ولأول مره أدخل للمملكة حيث كان للمستخدمات بهذه البلاد يحضرون الينا في أندونيسيا ويحدثون
بالكثير عن اهل المملكة وطيبتهم وتضاعفت فرحتي أن المملكة قبلة المسلمين بمكة المكرمة
وهذا ماشجعني للمجيء كخادمة لمحبتي للديار المقدسة وان أعيش فيها فترة من الزمن لعل الله
سبحانه وتعالى أن يرزقني بالزوج الصالح في بلادي وكذا الذرية الصالحة .
وقد كان يترجم حديثها لي خادمتي ثم واصلت تلك الخادمة فتقول :
لقد تغربت عن اهلي وأقربائي وجماعتي وجئت الى المملكة ولم يكن لي فيها أي قريب أو قريبة
لعلي أشكو اليه أو اليها ثم ألتجيء له أو لها بعد الله من الظلم الذي وقع عليّ من أول يوم باشرت
فيه العمل مع هذه الأسرة , فقد حاولت أن أصبر وأن أسائر هذه الأسرة واتحمل كل الصعاب
لكن ذلك لم يجدي .
فقد انهارت قواي من الضرب الشديد وبالالات الحادة وبمختلف وسائل التعذيب ومنها أسلاك الكهرباء
والمكواة الخاصة بالملابس الشديد الحرارة لكني لم أستطع التحمل فأقدمت ونويت الانتحار بقتل نفسي
لكني تراجعت .
وفي ليلة من الليالي سرحت بتفكيري أن أنقذ نفسي بأي طريقة من هذه الزوجة وهذه الأسرة
ووجدت أن الهرب من بيت الأسرة هو الوسيلة التي فيها منجاة لي وبالفعل ..
سنحت الفرصة بأن ازحف بجسمي العليل الى خارج البيت حيث لم أستطع المشي وبقيت بالشارع
حتى منتصف الليل / حينما مرتني دورية من دوريات الحكومة وحاولوا مساءلتي عن ماذا أتى بك
في هذا الليل المظلم الى هذا المكان ؟
لكنهم لاحظوا أنني لا أستطيع المشي وأيضا لا أستطيع النطق وقد كنت مصابة باضطرابات وهذيان
ورعاش بالجسم مما دعاهم الى الاستنجاد لهيئة حقوق الانسان مع احضار مترجم لكي تُفهم الأسباب
من تواجدي وزحفي على يداي وأقدامي المتورمة وركبي المحروقة ..
وفعلا حملوني على نقالة عن طريق الهلال الأحمر الى هذا المستشفى وتقول أنها تتعالج مما أصابها
من زوجة الكفيل وأن الكفيل حضر الى المستشفى بعد أسبوع من دخولها اليه وعرضوا عليها مبلغ
30 الف ريال لتتنازل اذ أن زوجة الكفيل بالسجن .
وقد اعترفت زوجة الكفيل بتعذيبها وتقول هذه الخادمة :
هذه هي قصتي أيتها السيدة الفاضلة وتبدي اعجابها أنها وجدت من السعوديات من يستمع اليها
ويعطف عليها .
أما التشويه الذي شاهدته بجسمها المتهالك كما تقول قريبتي فهو شق الوجنتين بالسكين , وشق
الجبهة بالسكين وحلاقة وحرق شعرها مع جروح وشقوق وكي من الدرجة الأولى بأقدامها وسيقانها
وركبها وأذرعها وكفوفها مما جعلها غير قادرة على المشي ومن ثمَ تعذيبها هذه الزوجة لأنحاء جسمها
بمكواة الملابس شديد الحرارة اضافة الى حرمانها من الطعام .

أيها الأخوة والأخوات المتصفحين والقارئين .. السؤال موجه لكم
هل يوجد مثل هؤلاء الساديون بمجتمعنا ؟
المتعطشون لإراقة الدماء واهانة المستضعفين في الأرض ؟

وقد كنت لا أصدق وجود مثل هؤلاء ولكن رؤية قريبتي للمشهد جعلني أتوجس وأدعو الله من كل قلبي
أن يحمينا جميعا وبلدنا من مثل هؤلاء الشواذ الذين شوهوا صورة البلد وسكانه
بلد الحرمين الشريفين فلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
وقد قال أحد الأئمة حينما سجن وهو كما يقال من الصالحين .. :

أما والله إن الظلم شؤمٌُُ ...... ومازال المسئ هو الظلوم
ستعلم غداَ إذا التقيــــنا ...... عند الملـــــــيك منِ الملوم
فعند الله تجتمعَ الخصومْ .. !


هذا ما أعرفه من هذه الأبيات فما بالكم بتعذيب هذه الضعيفة المتغربة التي لاحول لها ولاقوة
أسأل الله أن يشفيها وأن ينتقم من كل الظالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم اهدنا الى طريق الرشاد / ولاتجعلنا من الظالمين ولاتؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا
فإنا لله وإنا اليه راجعون
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة أجمعين

عبدالرحيم كعشر

 

 
























التوقيع

ليسَ الغريبُ غريبَ الشآمِ واليمنِ .. إنَّ الغريبَ غريبْ اللحدْ والكفَنِ


   

رد مع اقتباس