عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2012, 03:17 AM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

الجزء الأول

يقولون انه عندما يكتب الانسان ذكرياته فهو يتحرر منها ... وهذا ما فعله الملحن السعودي صالح الشهري عندما منح قراء الرياض والشباب ذكرياته لنفتح ملفات حياته
والتوغل في ذاكرة حياته .. فقد ضاع صالح الشهري بين البومات صوره القديمه ويهو ينبش فيها عن صور طفولته لدرجة انه نسي نفسه ولم يعرف صور طفولته على
مدى مراحل حياته وكأنما الليل كلما اشتد سواده تفائلنا أكثر.

لأن القادم هو الفجر , هكذا هو صالح الشهري الذي نال لقب أفضل ملحن للعام 96 , إنه الفجر حيث قدم أجمل الألحان غنائيا ً , وبينما هو ينظر لصوره
قال لنا : ( كنت في حياتي اجرب كل شيء حتى اصبح انا , حرمت من ابي لكني كنت أحاول أن أحقق شخصيتي عن تجارب .. وعل مر هذ العمر
رأيت وسمعت وعشت .. اعتمدت على نفسي .. اقتربت من بشر لا يخطرون على بالك .. كنت أعيش العمر مرة .. واثنتين وثلاثا ً .. وأخزن كل التجارب
داخلي .. لم أي شيء يرعبني لأني أعتمد على الخالق عز وجل وقبل أن أستسلم للنوم أستعيد نفسي بكل شقاوتي وبرائتي .. فأستريح وأنام )
ألم نقل لكم أنه نجم من نجوم الفن الخليجي , إنه بحر وقررنا أن نبحر في بحر ذكرياته , فلنرحل ..

بداية ً وقبل أن نسترسل في استثارة الماضي لدى ضيفنا يباغتنا بكل عفوية بسرد ذكرياته والتي هي مشوقه كما ستلاحظون كما هو مشوق في طرحه من أعمال
فإليكم ما قال : ( عندما صمم ابن خالي ان يصطحبني وامي معه إلى الرياض وهناك أقمنا في منزله في حي العود وهو من البيوت المبنية من الطين وكان منزله صغيرا جدا
ولم يقصر ابن خالي معي وادخلني مدرسة خاصة على حسابه رغما عن ظروفه القاسية وكان اصراره على دخولي المدرسه نابعا من المه وحزنه علي
حيث رآني فتا ً في التاسعه ولم ألتحق مثل أقراني بالمدرسة , لذلك أخذ يشجعني ويحثني على الاجتهاد واستمرت الحال هكذا مدة اربع سنوات .. شعرت بعدها
أنه يجب علي البحث عن عمل لأتحمل على أقل تقدير مصروفات دراستي .. وذات يوم وأثناء ذهابي للمدرسة التي تبعد عن المنزل كسافة كيلو ونصف الكيلو ..
شاهدت لوحة كبيرة مكتوب عليها ( مطابع الرياض للطباعة والنشر ) .

أول وظيفة :

استعنت بالله ودخلت المطبعه وعندها استوقفني الحارس سائلا ً عن من أبحث , فأجبته بأني أبحث عن عمل , فقال لي ولكنك صغير يا بني .. وكان اسم هذا الحاري (عرار)
وهو من إحدى القبائل الجنوبية , فتوسلت إليه أن يساعدني وفعلا ً أدخلني المكتب عند شخص يدعى ابو سعود وهورجل وقور تظهر على وجهه ملامح الطيبة وحب المساعده ,
فشرحت له وضعي فقال لي : هل بإمكانك يا بني أن تعمل مراسلا ً ؟ وطلبت منه أن يوضح معنى المراسل ,, فأفهمني بأن المراسل عليه أن يحضر
الأوراق من مكتب إلى آخر .. ففرحت كثيرا ً لحصولي على أول عمل ووعدني ابو سعود بأن أبتدئ العمل منذ اليوم القادم .

وبالفعل عدت إلى المنزل سعيدا ً وأخبرت ابن خالي الذي زعل كثيرا ً .. ولكني شرحت له طبيعة موقفي و[أني أريد الاعتماد على نفسي لسداد مصروفات المدرسة فقط ..
فوافق بعد إلحاح , فبدأت العمل وأنا فرح جدا ً ومنحوني راتبا ً شهريا ً قدره تسعين ريال سعودي .. وفي الوقت ذاته كنت مولعا ً بالفن وكنت أعزف على آله
قريبه من العود صنعتها بنفسي , وأذكر أن أول مرتب تقاضيته اشتريت به عود بثلاثين ريال كما اشتريت زجاجة عطر وعباية لوالديتي وقدمت هدية متواضعه لابن خالي
وزوجته التي تكون اختي , لكن ابن خالي زعل من شرائي للعود وقال لي بالحرف الواحد : يا صالح اريدك ان تجتهد في المدرسه وتبتعد عن العود .
قالها على الرغم من معرفتي لما يكنه للفن من حب كبير ولكن في نفس الوقت كان حرصه على تعلمي ودراستي كبير جدا ً , لذلك كنت اخفي العود لدى أحد اصدقائي
واسمه أحمد خضر .


غششت في الإمتحان

بالاضافه الي عمل في مطابع الرياض كمراسل , كنت أيضا اصنع الشاي وظللت في العمل لفترة خمس سنوات تعلمت خلالها صف المواد المطلوب طبعها والاوراق وترتيب الارقام
في المطبعه وكنت سعيدا حيث سنحت لي الفرصه بأن التقي بعلامة الجزيرة (حمد الجاسر) والشيخ (عبدالله بن خميس) واخرين وارى العديد من الشعراء والصحافيين والمذيعين
وانبهرت بذلك الجو , وكانت تأتي إلى المطبعه كتب اقرءها على الرغم من أن عقلي لم يكن يستوعب كل ما أقرأه لصغر سني , وكنت ادرس ليلا واعمل فيا لصباح
حتى الثالثه عصرا ,وأعتمد على نفسي بالدراسه , كما أعترف بأني لم أكن جيدا ً فيمادة الحساب , وأذكر ان الاستاذ كشفني ذات مرة حين حاولت أن أغش في امتحان الحساب
لكنه بعد اكتشافي رحم حالي واعتذرت منه وسامحني وأخذ ورقة الامتحان ومزقها وبدأت الإمتحان من جديد لكني نلت شهادة السادس ابتدائي , زكنت أنتقل بين المنزل
والمدرسة بواسطة عجلة صديقي أحمد خضر حيث ادفع له عشرة ريالات شهريا ً .

قدمت استقالتي

اردت دخول معهد الدعوه لذلك قدمت استقالتي من مطابع الرياض رغم حزني من فراق العم ابو سعود امين الصندوق والعم عرار البواب وكذلك الكثير من الاصدقاء الاخرين
الذين اعتدت عليهم , لكني لا انكر بأني استفدت كثيرا ً وأصبحت لدي خبرة مكتسبه من خلال سنين العمل في تلك المنشئة .
وبالفعل سجلت في عهد الدعوه وأخذت مرتبا ً بمثابة مكافأه طالب .. ووجدت أنه من خلال هذه المكافأه أستطيع أن أستأجر منزل أقيم به مع والدتي لأخفف الأعبء عن
ابن خالي كون منزله صغير وبالكاد يستوعبنا جميعا ً ..

وفي بداية الأمر رفض أن نتركه وبعد أن أقنعته وافق بشرط أن يكون السكن قريبا ً منه .. وفي المعهد درست عاما ً وكان أصدقائي يزوروني في منزلنا وأذهب بدوري
إلى منازلهم لنغني , وأذكر أني كنت أحب ترديد أغنية ( الاصابع مو سوى ) لطلال مداح وأيضا ( ارفع ستار الخجل ) لمحمد عبده
وأغنية ( صدفه ) لطارق عبدالحكيم و( ياساري الليل ) لعبدالله محمد و ( ربوع المدينه ) لغازي علي و(يا شاغل بالي ) لعبدالقادر حلواني وأغاني أخرى
لعبدالعزيز الحماد وعبدالعزيز الراشد , وبعدها شدني الحنين لأخي محمد في جدة وطلبت من المعهد الانتقال الى هناك لكنهم أخبروني بأنه لا توجد اماكن في جدة
انما اقرب مدينه لجدة وفيها اماكن متوفرة هي الطائف فوافقت وحملت خطاب الانتقال الى معهد الطائف العلمي في المسيال , وهناك تعرفت إلى شعراء كثيرون
منهم صالح القصير وطلال الطايفي وعلى بعض الفنانين منهم محمد السراج وداوود هاروف وعبدالله مدادين وبدأت موهبة التلحين تنمو لدي , وكنت أذهب
لمنزل صديقي محمد السراج وهناك كانت المفاجأة !!!


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس