عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2012, 03:22 AM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

الجزء الثاني

أعزائي قراء مجلة الرياضة والشباب لم أكن اعلم بأن تدوين الذكريات أمر شاق ومجهد لكني في الوقت ذاته لمست لذة خاصة وأنا استعيد الماضي وانبش في صورها بجلوها ومرها لأرويها لكم وها أنا اواصل معكم الرحلة للأسبوع الثاني:

في منزل محمد سراج

في الطائف كنت اذهب لمنزل صديقي محمد السراج وكان والده إنسانا خلوقا ويحب الفن ويرحب بي صديقا لولده وبدأ التعاون مع محمد السراج وقدمت له أغنيه (ارجع لطبعك) ونجحت من كلمات صالح الصقير كما قدمت له أغنيه ( مبسوط كده يرضيك) كلمات طلال الطائفي وتعرفت في منزل محمد السراج على زميل توفي هو حسين فاخر رحمه الله وكان هذا الزميل يؤدي دور المونولوجست في الحفلات التي نقيمها في الطائف وكان يأتي لتلك الحفلات اغلبيه المطربين في تلك الفترة اذكر منهم طلال مداح ومحمد عبده وفي الطائف أمضيت عامين استفدت فيهما من الفن والتراث والحفلات هناك ومن الأشخاص الفاهمين للألوان الفنية القديمة ومنهم احمد ربحان وكمال قاضي والفنان عبدالله المرشدي الذي يتسلم جمعيه الثقافة والفنون هناك ولم أكمل في المعهد بالطائف فعندما نلت شهادة الكفاءة تقدمت بطلب انتقال للمعهد الفني ( سلاح الطيران ) بمدينه الظهران وقبلت به واستمرت معي الحياة في المنطقة الشرقية منذ تخرجت وللآن.


لماذا أسموه صالح الشهري؟

يقول صالح عن حقيقة اسمه : كان هناك في مدينه القنفذه رجل يلقبونه بـ"فرقنا" يدور في الشوارع ويضع على ظهره "بقشه" بها أشياء وملابس يبيعها وكان هذا الرجل اسمه "صالح" وحيث أن لي أختا تكبرني بعامين فقد كان العم صالح يدللها في طفولتها ويحضر لها الحلوى عندما يزور والدي رحمه الله وأخي محمد لذالك عندما ولدتني أمي سأل والدي أختي الصغرى ماذا نسمي أخاك فأجابت : سموه صالح وفعلا أطلقا اسم صالح علي وربي يجعلنا من الصالحين .


لقائي الأول بمحمد عبده

ظللت بالمعهد الفني بالظهران ثلاث سنوات وقمت خلالها بأنشطه المعهد الفنية جميعها من تلحين بعض الأناشيد وتسلم اذاعه المعهد وتقديم وصلات غنائيه على العود للطلبة أثناء فتره الاستراحة أو الغداء وكنا نقيم حفلات رسميه بالمعهد واذكر ذات مره أن المعهد أقام حفله حضرها الفنان محمد عبده ولم يكن يعرفني تلك الأيام وكان ذلك أول لقاء لي فنيا بمحمد عبده وغنيت بحضوره أغنيه للفنان طلال مداح بعنوان " سرى ليلي" من الحان سراج عمر وغنيتها صح كما غنيت "قديمك نديمك" لفوزي محسون واذكر أني تلك الليلة لم انم .

• وهل هناك أيام لم ينم فيها صالح الشهري؟؟
أنا أساسا نومي قليل في الليل كلني بصراحة أقولها إني دائما كنت ابحث وأفكر بأنه سيكون لي شأن في الفن والحمد لله وفقت.

(ويواصل كلامه)
بعد تخرجي من المعهد الفني سكنت مع زميل لي هو حمدان الزهراني وكان مدرسا للمرحلة الابتدائية ولم تكن له علاقة بالفن لكنه لم يكن ينزعج عندما يزورني فنانون ونجلس ونغني وكان عمري آنذاك (18) عاما بعدها استأجرت منزلا في مدينه الخبر وأحضرت والدتي من جده لتقيم معي وبدأت استعيد نشاطي الفني .

مقالب الأطفال

اخبرني صديقي سعود الزهراني وهو مدرس ومذيع في آن واحد بأن التلفزيون بحاجه لملحنين لبرامج الأطفال وذهبت إلى مبنى التلفزيون بالدمام وكان عثمان الوردان مديرا للتلفزيون تلك الفترة وكانت المشكلة أني لم أجد من يكتب أغنيات للأطفال لألحنها وبدأت اكتب بنفسي حيث كتبت أغنيه تقول " دلال وجواهر جوا البيت/يلعبوا لعبه بالكبريت/حرقوا يديهم وملابسهم.." وكان اللحن بسيطا إنما كان صعبا عليهم بوجود الإيقاع واخذوا يصنعون المقالب لي حيث اذكر أني ذات يوم وأنا أحفظهم الكلام ناداني احد الزملاء وتركت الاغنيه التي بها كلام الاغنيه مع العود وذهبت وعندما عدت لم أجد ورقه كلام الاغنيه وسألتهم من اخذ الورقة؟؟ فلم يجب احد وذهبت لمدير التلفزيون أشعره "ماذا افعل" حيث لم أكن أحفظ الكلام وكيف أستعيده وجاء المدير ليقنعهم واتضح الأمر أن احد الأطفال من اللذين لا يريدون حفظ الاغنيه اخذ الورقة ليحفظ الكلمات . ومره أخرى لعبوا بأوتار العود الخاص بي وكانت أعمار الأطفال بين 9-12 سنه وأخذت في صياغة الألحان مع الزملاء محمود عبدالعزيز ويعقوب خشعري وعبدالودود وكان الشاعر والكاتب المسرحي علي مصطفى هو من يصيغ لنا الأغاني لنلحنها وظللت في ذلك البرنامج "أطفال الشرقية" لثلاث سنوات وخلال عملي في التلفزيون كان يأتي فنانون أمثال احمد الجميري وعلي عبدالستار وإبراهيم حبيب ومحمد الزويد رحمه الله وتعرفت عليهم .


جمعة الثقافة والفنون

عندما كنت في التلفزيون تقدمنا بطلب لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب لافتتاح فرع لجمعيه الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية ولم تقصر رعاية الشباب ومع مرور الأيام اختاروني في الجمعية لرئاسة القسم الموسيقي وأثناء عملي في الجمعية كنت أقوم بعمل حفلات للمطربين أمثال مشعل الخالدي وحسين القرشي وأيوب خضر وسعد شهاب وخالد سالم ومحمد عباس وطاهر الأحسائي وأقدمهم بصوره طيبه وبرز أيوب خضر وحسين قرشي بروزا جميلا لكن بعد ذلك توقفا عن الغناء لأسباب خاصة يهما وكما برز بعد ذلك الفنان راشد الماجد.

راشد الماجد

أول مره شاهدت فيها راشد الماجد كانت العام 1982 حينما كنت رئيسا لقسم الموسيقى بجمعيه الثقافة والفنون بالدمام حيث اخبرني احد الزملاء المهتمين بالحركة الفنية بان هنالك طفلا لم يتجاوز الحادية عشره من عمره يلعب على الموتور سيكل "الدراجة النارية" ويغني بصوت جميل وكان هذا الزميل يعرف أني ابحث عن أصوات جديدة لتقديمها وعندما أشعرني بوجود هذا الطفل أسرعت في الحال إليه وسألته عن اسمه واسم أبيه فأجابني بأنه " راشد عبدالرحمن عبدالعزيز الماجد" ووجدت نفسي اعرف والده ذلك الإنسان الطيب فقلت لراشد إني اعرف والدك جيدا واصطحبته معي إلى المكتب في الجمعية واستمعت إلى صوته جيدا برفقه مجموعه من الزملاء في الجمعية منهم صالح أبو حنيه عبدالرحمن السليمان عبدالله البارود وعلي الدوسري وآخرين. فغنى وكان أداؤه جميلا وإنما صوته لم يكتمل بعد لصغر سنه وكان وقتها سجل شريطين لشركه خزامى وهما " آه ياقلبي" و " ضياع عبيد" وعلى الرغم من ضعف صوته فيهما وقلة خبرته وصغر سنه إلا أن هذه الألبومات نجحت وتجاوبت الجماهير مع صوته ومن العام 1982 وحتى الآن أتعاون معه واذكر انه عندما غنى لنا قدم أغنيه لرباب أو نوال بصوته وشعرت بأن صوته به ذكاء وتفاؤل في الحياة وبدايتي معه كانت بأغنية " الصاحب اللي" كلمات سعد الخريجي ونجحت ثم " يامليح السجايا" لسعود سالم ثم قدمته بالاغنيه العاطفية فغنى " ابشر من عيوني الثنتين ,مستغربه, الليل روح, رجاوي, شرطان الذهب, ياصاحبي,يسألوني,تحقق منايا" وغيرها.


مواكب البهجة

في آخر سنة لي بجمعيه الثقافة والفنون عملت اوبريتا بعنوان " مواكب البهجة" وكان رابح صقر ناجحا في تلك الفترة وفي بداياته الفنية فاختارته الجمعية ليشاركنا الاوبريت وغنى معه أيوب خضر ومشعل الخالدي وسعد شهاب وأنا غنيت معهم "تتر" بسيطا وقدمنا الاوبريت في مناسبة اليوم الوطني للسعودية ومدته الزمنية نصف ساعة من كلمات علي مصطفى واذكر أثناء عملي في الجمعية وبعد أن كونت فرقه خاصة بي كان من ضمنها فرحان الخالدي وعلي الدوسري يعزفان الكمان .

وجاء موعد زواج فرحان الخالدي في قطر وسافرنا برا لنحضر الزواج وجاء إليه الفنان علي عبدالستار وتعرفنا سويا واخذ مني لحنين هما " بعض وردات " كلمات سعد الخريجي وغناها علي والآخر " سحابه صيف" وصار بمثابة سحابه صيف لأنه لا يزال ضمن الأدراج ولم يظهر للان ودائما يذكرها علي ونضحك سويا وربما لم يغنها حاليا لان الألحان تجددت ولم يعد اللحن يتناسب مع الوقت الجاري كونه أصبح قديما ولم أتقاض عن اللحن الأول من علي أي مبلغ لأني كنت مغمورا وأريد أي مطرب أن يغني لي حيث أن هدفي في الفن غير مادي إلى أن كانت المفاجأة.

دائما يضربوني

يقول صالح الشهري: في طفولتي وأنا في القنفذه كنا نتشاجر أنا وأولاد الجيران سويا ..كنا نصطنع المشكلات من لاشئ ثم يبدأ الضرب والبوكسات أو نلعب الكره الشراب ونتضارب..وعندما سألناه "هل كنت تضرب أم تنال الضرب؟" ضحك قائلا " والله كنت دائما أنال الضرب"


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس