الموضوع: من هون وهون
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2010, 09:08 PM   رقم المشاركة : 36

 

.

*****

الثلاثاء 16 ربيع الأول 1431هـ

حريق الجوف في وضح النهار!

حليمة مظفر
تهديد رئيس النادي الأدبي بالجوف إبراهيم الحميد وإحراق النادي للمرة الثانية بكل جرأة في وضح النهار؛ ليس عملا تخريبيا؛ يستهدف الثقافة والمثقفين فحسب؛ بل يستهدف الأمن والأرواح؛ فالنادي الأدبي مؤسسة حكومية ومن أملاك الدولة؛ ويقوم بأنشطة ثقافية تحت إشراف حكومي؛ وأي فعل تخريبي ينال مؤسسة حكومية سواء كانت ثقافية أو اجتماعية؛ هو عمل إرهابي؛ خاصة أن قراءة أسباب الحدث الفكرية واضحة العلامات منذ الحريق الأول الذي نال النادي والتهديد بالقتل؛ وبقية الأحداث التي عشناها مسبقا العام الماضي ونعرفها جميعا .

وكنتُ توقعت بعد القبض على المراهق الذي أحرق النادي أول مرة كما نُشر عن ذلك مسبقا؛ أن المسؤولين في الجهات الأمنية بالمنطقة سيطروا على أصحاب الفكر المتطرف الذين شحنوا ذلك المراهق لفعل ما فعله؛ وتوصلوا للذين أرسلوا رسائل التهديد حينها؛ خاصة أن تجارب قتل سابقة نالت ثلاث شخصيات اعتبارية في المنطقة لأسباب متطرفة؛ وأنهم عرفوا من يمارسون عملية الشحن الفكري المتطرف؛ فمن أحرق اليوم بناية حكومية؛ مُستعد لأن يفجر نفسه غدا؛ ثم ماذا يمكن تسمية ما فعله هؤلاء في إحراق النادي بوضح النهار بعد الساعة الواحدة ظهرا وللمرة الثانية !؟ سوى أنه إعلان سافر للتحدي؛ ليس المقصود منه فقط القائمين على النادي والمثقفين في المنطقة؛ بل أيضا تحدٍ مع سبق الإصرار والترصد بعدم الخوف والمبالاة من الملاحقة والعقاب؛ للجهات الأمنية في المنطقة !!

إن مرور ما حدث في العام الماضي دون أن نسمع عن محاسبة ومحاكمة رادعة للمتسببين فيه؛ هو ما جرأ المجهولين قبل يوم أمس على حرق النادي في وضح النهار للمرة الثانية! وبصراحة شديدة؛ لا يمكن اعتبار من يقوم بهكذا عمل؛ مجرد شُبان متحمسين؛ يتم احتواؤهم وإصلاح فكرهم بالمناصحة؛ دون أن يمر جُرمهم في تهديد الأرواح وإهدار أموال الدولة وزعزعة الأمن بمحاسبة شديدة وعقوبة رادعة؛ فهم مجرمون؛ والتعامل معهم على أساس حسن "النية" لكونهم تحمسوا دينيا؛ أمر غير مقبول!!

أخيرا؛ ما حدث في منطقة الجوف من حرق النادي وتهديد رئيسه للمرة الثانية؛ مؤشر خطر ينبغي أخذه بعين الاعتبار؛ ولا بد من توجيه رجالات دين معتدلي الفكر إلى المنطقة للقيام بحوارات مع الشباب ومحاضرات دينية تصحيحية؛ بجانب أهمية قيام وزارة التربية والتعليم بفرض رقابة صارمة على كل ما يدور في أروقتها من أنشطة ودروس صفية يمكن استغلالها لشحن المراهقين بالتطرف؛ وقبل كل ذلك مواجهة المسؤولين الأمنيين بحقيقة السؤال: أيمكن اعتبار ما حصل مؤشرا لوجود بذرة لخلية إرهابية نائمة في الجوف؛ يشحن منظروها عقول الشباب والمراهقين بالفكر التكفيري؟!


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس