عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2008, 03:48 PM   رقم المشاركة : 3

 

بسم الله الرحمن الرحيم


والصحيح أنه لا يجوز للمرأة لبس البنطال أمام نسائها و محارمهاـ من غير الزوج ـ لأمرين :

الأول : التشبه ؛ فبعضه فيه تشبه بالرجال ، وبعضه الآخر فيه تشبه بالكافرات والفاسقات ؛ فإن كثيراً من النساء يلبسنه متابعةً للموضة .

الأمر الثاني : أن في لبس البنطال للمرأة ذريعة إلى مفاسد كثيرة ، وسد الذريعة إلى المفسدة واجب . ومفاسده قد ظهرت وانتشرت ؛ فبعض النساء تذهب إلى السوق ، وتمشي في الطريق ، وقد ظهر أو أظهرت البنطال من أسفل العباءة ؛ وهذا من أسوء أنواع التبرج ولفت الأنظار .

وإذا لبسته المرأة أصبحت قدوة لغيرها شاءت أم أبت .

النوع الثالث: من الألبسة المذمومة أمام النساء والمحارم : لبس ما فيه تشبه محرم . والتشبه المحرم هو التشبه بالكافرات ، أو الفاسقات ، أو الرجال .




والتشبه المحرم بالكفار يكون في أمرين :

الأول : ما كان من دينهم و معتقداتهم .

الثاني : ما اختصوا به من عوائدهم ؛ كالألبسة .

و قد كان النبي e ينهى عن التشبه بالكفار ، ويأمر بمخالفتهم . و تأمل في النهي عن التشبه حديث ابن عمر y الصحيح أن النبي e قال : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) . أخرجه أحمد وأبوداود .

ومن الأحاديث التي كان النبي e يأمر فيها بمخالفة الكفار حديث عبدالله بن عمر y أن النبي e رأى عليه ثوبين معصفرين فقال : (( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها )) .أخرجه مسلم . وقال e : (( خالفوا المشركين ؛ احفوا الشوارب ، ووفروا اللحى )) . متفق عليه من حديث ابن عمر t .

حتى استقر النهي عن التشبه بالكفار ، والأمر بماخالفتم عند الصحابة y فلما كان العام التاسع من الهجرة وقد أمر النبي e بصيام يوم عاشوراء قال الصحابة كما في حديث ابن عباس y :" يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ـ فأقرهم النبي e على هذا الإيراد ـ فقال e : (( فإذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم )) أخرجه أبو داود . ولفظ مسلم : (( لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) .

فكان من هدي النبي e الظاهر الذي تربى عليه الصحابة ونشأوا عليه مخالفة الكفار حتى قال اليهود بالمدينة : " ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه ". أخرجه مسلم .

فمشابهة الكفار ولاء لهم ، ودليل محبتهم . وقد ألف ابن تيمية رحمه الله كتابياً عظيماً في هذا الموضوع أسماه ( اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم ) وذكر أن المشاكلة في الظاهر تورث مشاكلة في الباطن.

وقد صح عن النبي e أنه قال : (( يحشر المرء يوم القيامة مع من أحب )) . فهل تريد المرأة أن تحشر مع الكافرات ، ومع هذه المذيعة وتلك المغنية ؟!. إذاً فعليها الحذر من محبتهم والتشبه بهم ، بل وعليها أن تتحرى مخالفتهم كما كان عليه هدي النبي e وأصحابه .



ومن الأمثلة على التشبه المحرم :


المثال الأول : لبس الدبلة في الخطبة . وهذه من عوائد النصارى ومعتقداتهم ؛ فإنهم يعتقدون أن في لبسها في البنصر تعظيم للمسيح عليه الصلاة والسلام ، ويعتقدون أيضاً أن هذه الدبلة إذا لبست تكون متصلة بعرق متصل بالقلب يورث المودة بين الزوجين .. إلى آخر خرافاتهم.

المثال الثاني : لبس الطرحة البيضاء في ليلة الزفاف . وهذا من عمل نساء النصارى عند الزواج. وهم يعتقدون بأن هذه الطرحة إذا لبست ليلة الزفاف تطرد الأرواح الشريرة ، وتجعل الزواج موفقاً ، ثم تتابع الكفار بعد ذلك في تقليدهم ، ثم انتقل إلى كثير من المسلمين من خلال وسائل الإعلام . و الواجب مخالفتهم.

المثال الثالث : الألبسة غير الساترة وقد سبق ذكرها ، ومنها القميص القصير الذي يبدوا منه وسْط البدن.

المثال الرابع : وضع نقطة سوداء بين الحاجبين أو حبة كرستال ؛ تشبها ببعض الكافرات والماجنات .

المثال الخامس : لبس القميص وعليه صورة ممثل أو مغني ، فهذا بالإضافة إلى حرمة الصورة ، وتعظيم صاحبها ، فيها تشبه أعمى بالكافرات ، والفاسقات





جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور / يوسف بن عبد الله الأحمد

www.alahmad.islamlight.net


تقبلوا خالص تحياتي

 

 
























التوقيع




كلمتان
خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن
"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"


   

رد مع اقتباس