عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2008, 03:53 PM   رقم المشاركة : 6

 

بسم الله الرحمن الرحيم


وقد وقفت على تحقيق جيد في مجلة الدعوة عن لبس العباءةِ المتبرجة ( عباءةٍ الكتف ) . وقد وزع ستمائة وأربع وعشرون استبانة ، نصفها وزع على النساء اللواتي يضعن العباءة على الكتف ، ونصفها على اللواتي يضعنها على الرأس .

وكان من نتائج هذه الاستبانة التي وزعت على من يضعنها على الكتف :

أن سبعاً وثلاثين في المائة منهن إنما يلبسنها في الأسواق فقط .
و ستون في المائة منهن يلبسنها مسايرة للموضة .
وأن تسعاً وثلاثين في المائة منهن يشعرن بالخوف من الإثم بسبب لبسها .
وأن سبعاً وأربعين في المائة يلبسنها وولي أمرها راضٍ عنها .
والعجيب أن ثمانية عشر في المائة منهن يلبسن عباءة الكتف وولي أمرها غير راض عنها .
وأعجب من ذلك أن خمساً وثلاثين في المائة ولي أمرها يشجعها على ذلك . حتى قال بعض النساء : نلبس العباءة المتبرجة ونحن غير راضيات ولكنها رغبة الزوج .
وأنا أعرف أحوالاً كثيرة أن الزوج يأمر فيها زوجته أن تلبس عباءة الكتف ، وأن تخلع القفاز عند ذهابها معه ؛ حتى تكون بالمظهر اللائق أمام الناس .

وكنت أتعجب أشد العجب من ضعف غيرة هؤلاء الرجال على نسائهم ، حتى قرأت كلاماً قيماً لابن القيم رحمه الله في كتابه ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) ذكر فيه أن من آثار المعصية ضعف الغيرة ، وإذا تاب العبد واستقام رجعت إليه غيرته .

وأهم نتيجة لهذه الاستبانة أن ستاً وثمانين % منهن تعرضن للمضايقة .
الله أكبر إنه مصداق قول الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماًً )) ( الأحزاب 59).

ذلك أدنى أن يعرفن ؛ أي ذلك أقرب أن تعرف المرأة بالعفاف والحشمة والستر ، فلا يؤذين ؛ أي فلا تؤذى من أهل السوء والمعاكسات . وهذا أمر مشاهد .


النوع الثالث: خروج المرأة من بيتها متطيبة .

وأكتفي في هذا النوع بما ثبت عن النبي e ، فعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا )) أخرجه مسلم .

وأخرج مسلم أيضاً من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t أن النبي e قال : (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ )) . وإذا كان هذا في شأن الذهاب إلى المسجد ، فالأسواف من باب أولى .

و عَنِ أبي موسى الْأَشْعَرِيِّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ )) . حديث صحيح . أخرجه النسائي وغيره.


النوع الرابع: التساهل في كشف العورة أما الرجال الأجانب .

والأمثلة عليه من الواقع كثيرة منها :

المثال الأول : تساهل بعض النساء في كشف اليدين والقدمين ، وسبق أن تغطيتهما واجبة لعموم قول النبي e : (( المرأة عورة )) . ولحديث ابْنِ عُمَرَ y قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ . قَالَ : يُرْخِينَ شِبْرًا . فَقَالَتْ : إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ . قَالَ : فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا ، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ )) أخرجه الترمذي بسند صحيح .

والمرأة اليوم لا ترخي عباءتها ذراعاً ولا شبراً ، ولا تستر يديها بالعباءة إلا نادراً ، فأفضل وسيلة لتغطيتهما هو القفاز والشراب الأسود .

وأنا أعلم أن كشف كثير من النساء لأيديهن وأقدامهن أمام الرجال الأجانب في ذهابها ومجيئها ، ليس بقصد التبرج ، وإنما بسبب التساهل . و لكنْ عليها أن تعلم أن التساهل لا يرفع الإثم ، فقد فعلت المحرم بكشف جزء من العورة .

و لما علم بعض النساء بالحكم الشرعي لبسن القفاز و الشراب ، ووجدن في البداية ثقلاً ، ولكنْ لم يمض إلا أسابيعَ قليلة فأصبح سهلاً ميسراً ، بل أصبحَ مثلَ العباءةِ وغطاءِ والوجه لايستطعنْ تركه.

المثال الثاني: من التساهل في كشف العورة : تأخير ستر الفتاة الصغيرة بعد بلوغها .

من المعلوم أن الفتاة تصل إلى سن التكليف قبل الرجل غالباً ، وربما ظهرت علامة البلوغ وهي في الرابعة أو الخامسة الابتدائي ، ويرى والدها أو والدتها أنها لا تزال طفلة ؛ ولذلك لا تلبسُها الحجاب ، أو تلبسُها إياه ناقصاً .

والواجب أن تلبسه كأي امرأة مكلفة كبيرة . فليتنبه الآباء و الأمهات لذلك . ومن الواجب على الأبوين أن يربيا بناتهم على الحجاب في سن مبكرة قبل البلوغ ؛ حتى تألف الفتاة الصغيرة لُبسه .

المثال الثالث : التساهل في كشف العورة أمام الطبيب




جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور / يوسف بن عبد الله الأحمد

www.alahmad.islamlight.net


تقبلوا خالص تحياتي

 

 
























التوقيع




كلمتان
خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن
"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"


   

رد مع اقتباس