عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2008, 06:34 PM   رقم المشاركة : 1
حتى تكون ( كاتباً روائياً & شاعر المليون ) ..


 

أحببت المشاركة بنقل مقالين ساخرين ، لكاتب مبدع اشتهر في المنتديات بمعرفاته ( كاتب ، كاتب1 ، الكاتب الجديد ) ..



حتى تكون " شاعر المليون "

اليوم نقدم هذه الوصايا ، بعد معرفة الأسرار والخبايا ، لشاعر المليون ، الذي أسر الألباب والعيون ، مع قفشات ساخرة ، تطرب كل شاعر وشاعرة ، حتى تصفق لكم الجماهير ، وتكونوا من المشاهير .



1. عليك أن تتقن فن اللعق ، وتبادر بالسبق ، لتلعق أكبر حذاء ، قبل أن يسبقك الشعراء ، وعليك بأحذية الأموات ، فهم القدوات ، فإن لم تجد لهم أحذية ، فعليك بنعالهم البالية ، فهي معتقة ، وبالبركات مشرقة ، وإياك أن تترك لمن بعدك مجالاً للعق ، فالتحكيم ينافسون على السبق ، فما أن تمدح أو تلعق حذاءً ، حتى تجدهم قد عقبواً ولعقوا واستجدوا استجداءً ، وعليك بحذاء المضيف ، صاحب الشرف المنيف ، فلحذاء أبي خالد رونق خاص ، لا يتذوقه سوى الخواص ، ولا تنسى والده المرحوم ، فبهذا أوصى القوم .


2. عليك أن تقنع القبيلة جمعاء ، أولئك الفقراء البسطاء ، أنك تمثلهم ، وترفع رأسهم وتجلهم ، وأنك ما أقدمت إلا من أجلهم ، وأن شعرك كله بهم ولهم ، وإن قاسمتهم حليب أطفالهم ، وخبز عيالهم ، وعليك بتوطيد علاقاتك ، وتجديد اتصالاتك ، مع كل صديق قديم ، ونسيب ورحيم ، ومن اجتمع معك في جد من الأجداد ، وإن كان من ثمود أو عاد ، ولا تنساهم من كلمة في بيت ، فبهذا يكون التصويت .


3. عليك أن ترضي جميع الأذواق ، وتنادي بشتى الأبواق ، فتضرب حيناً على وتر القومية ، وأخرى على الحمية القبلية ، ولا تنسى دغدغة المشاعر ، ووصف ربات الخدور والحرائر ، أما إن أطريت النادي والمنتخب ، فقد لعبت أيما لعب ، ولا يكن همك الوزن والقافية ، والمعاني الشريفة الراقية ، فالحكم هما الدرهم والدينار ، وهما في الحقيقة من يختار ، فبهم يتوج الحقير ، ويرمى الفرزدق وجرير .


4. عليك بحسن الهندام ، والشخصية والمرزام ، أما الشفايف والخدود ، والأهداب السود ، فعليهن الرهان ، عند جملة النسوان ، فكن حسن المظهر ، جميل المنظر ، حتى تشابه كروز ، فتضمن الفوز .

5. ولا تنسى الثناء ، على حسن التنظيم والبناء ، وعلى الفكرة الرهيبة ، النادرة العجيبة ، وإن أسعدت "نشوى" ببيت ، وعلى لجنة التحكيم أثنيت ، فقد ضمنت الجولة ، وترشحت للبطولة .


6. ولا مانع من تجريب الشيلة ، فقد أطربت الجميع " دن حجيلة " ، وبعض اللجنة يميل مع الشيلات ، وإن كانت المعاني هزيلات ، فالعب على أكثر من ذوق ، فهذا ما يطلبه السوق .


7. إياك أن تنتقد ، وترد على النقد وتجتهد ، وإن اختلفت وجهات النظر فيك ، فاعلم أنك " وليت " ، ولا تستغرب اختلافهم ، فالغريب ائتلافهم ، فمنهم الناقد المدقق ، ومنهم المتفيهق المتشدق ، ومنهم المجامل المسالم ، ومنهم الأحمق المتعالم .


8. لا تستغرب وجود الغانيات ، والمذيعات الفاتنات ، فعلى هذا تربى القوم ، وإن كانوا من أهل الصلاة والصوم ، يبنون المستشفيات ، ويحيون الكباريهات ، يساهمون في شفاء الأبدان ، ويمرضون الأرواح والأذهان .


9. إياك أن تحاول السرقات ، أو تجاري بعض المعاني والأبيات ، فقوقل لك بالمرصاد ، فقد فاق في عمله النقاد ، وإن عزمت على سرقة معنى أو قصيدة ، فاختبر قوقل وجرب صيده ، فإن جهلها فهم لها أجهل ، ثم اعقلها وعلى ربك توكل .






حتى تكون كاتباً روائياً :

لكل فنان زمان ، ولكل فارس ميدان ، فمن الذكاء ، والكياسة والدهاء ، أن يكون إبداعك ، فيما فيه إسعادك ، فتصرف همتك ، وتتوافق موهبتك ، مع متطلبات سوق الأدب ، فتهون على نفسك التعب ، حتى تكون فارس الميدان ، وفنان الزمان ، فيكثر الأتباع ، ويتجمهر حولك الأشياع ، فتصير رمزاً وطنياً ، ونبيلاً غنياً ، وربما تحولت إلى ثروة قومية ، وشخصية كارزمية .

وكل هذا لن يكون ، حتى تختار فن الفنون ، وثقافة القرون ، الفن الذي اكتسح العصر ، وفاق النثر والشعر ، فسلب الألباب ، وأشغل الكتاب ، فصار الفن المقدّم ، على كل ما تقدّم ، ألا وهو فن الرواية ـ جُنبت الزيغ والغواية ـ فهي الفن الذي اخترق الثقافات ، وهدد هزيل الديانات ، فقراءة الروايات ، صارت أهم الهوايات ، فما أن تُكتب في الشرق رواية ، حتى ينشر لها في الغرب ألف دعاية ودعاية ، فقد تخطت حواجز الثقافات ، وعوائق الألسن واللغات ، وما رواية "هاري بوتر" عنا ببعيد ، فقد تقاتل الناس على جزئها الجديد ، أما رباعية "دان براون" الشهيرة ـ وأخص " الشيفرة " المثيرة ـ ، فهي أكبر دليل ، وأصدق من أي تحليل ، على أنها الأدب المرغوب ، لكل الشعوب .

أما عالمنا العربي ، شرقه والغربي ، فقد تأثر بالموجة السابقة ، فدور النشر على الترجمة متسابقة ، والكتاب الأذكياء ، نافسوا الغربيين بغباء ، فأخذوا ينشرون فضائحهم ، وسيء قبائحهم ، بروايات هزيلة ، وأفكار مهجنة عليلة ، ساهمت بكساد سوقهم ، سود الرب وجوههم .

وحتى لا تتكرر الأخطاء ، وتصاب بنفس الداء ، أقدم إليك هذه التوجيهات ، والنصائح المليحات ، لتنافس " إليكس هالي " ، فتدعو لي ولآلي ، وربما تفوقت على " تولستوي" ، فتكون روائياً قوي ، وعليك بفهم كل حرف وظلاله ، فلكل كلام مآله ، ولكل مقام مقاله .

1. إياك أن تكتب عن ماضيك ، فتشمت الناس فيك ، فمعارفك أحياء ، وكذلك الشهود والأعداء ، فيكذبون بطولاتك ، ويسخرون من كذباتك ، ولكن عليك بروايات عديمة الزمان ، مجهولة المكان ، فكثير من الكتاب ، أصحابنا الأحباب ، يكتب مغامراته المخزية ، وأيامه المزرية ، ولا ينوي نسبتها إليه ، فيكتب ـ بصراحة ـ بكلتا يديه ، وعندما تنتشر ، ويعرف اسمه ويشتهر ، ينسبها إلى مذكراته ، وينسى أنه ضمنها مخازيه وهفواته .


2. عليك بإثارة الغرائز ، فكل ما تعلق بها فائز ، وما ومذكرات شادية العسكر ، إلا دليل على أن هذا الطريق يسكر ، فكسبت شهرة كبيرة ، مع أنها لأدنى مواصفات الأدب فقيرة ، تحدثت عن طقاقة ، في عصور الفقر والفاقة ، وقعت في حب لبناني ، زين لها الأماني ، في قصة مجون وجنون ، وكذب على اللحى والذقون .


3. لا تنسى ........ أن ما تكتب لن ينسى ، فسيقرأه أبناؤك وبناتك ، فكن دوماً أنت البطل الفاتك ، واكتب عن فضائح العوائل ، معتدلها والمائل ، رفيعها والسافل ، وعن كثرة الفساد ، وأن العهر بازدياد ، حتى تكثّر أمثالك ، فلا تعير لوحدك لا أبالك .


4. عليك بالسفر والترحال ، وتلقيط الروايات ولو من الصومال ، وعليك بالبلاد البعيدة ، واللغات الغريبة ، فترجم تلك الروايات ، واقتبس منها بالمئات ، فهذا صنيع الشلة ، ورفاق الدرب والخلة .


5. واجعل على غلافها خربشات فنان ، وغموض في العنوان ، وإن ظفرت بتقديم لأحد " سرابيت " الشيبان ، وتقريظٍ لذي فكر حيران ، فقد حلت عليك الشهرة من كل مكان ، وضمنت المعجبات الحسان ، وقراءات نقدية لسرديتك بالمجان ، وربما كتبت عنها في الجامعات الرسائل ، لما حوت من جزيل الفكر وعظيم المسائل .


6. وإذا لمزت أصحاب الفكر الإسلامي ، وذكرت خطرهم المتنامي ، فأبشر بالسعد ، ورفاهية العيش والرغد ، فسيشتريها الأعداء ، أكثر من الأصدقاء ، وربما وزعوها بالمجان ، وطبعت منها نسخ خيرية للفتيان ، ليحذروا منها الشباب ، والمستفيد مؤلف الكتاب ، أما إن ضمنتها شباب الصحوة ، فلك عند الأعداء الحظوة ، وإذا لمحت أنك منهم يوماً ، وتركتهم مهموماً ، فهذه الشهر قد أتتك ، وعلى جبينك قبلتك .


7. أما إن ذكرت السياسة ، وأخبارها المحتاسة ، فقد جننت ، وفي رواية سجنت ، فإياك القرب منها ، فلا أضر على الأديب " العاقل " منها ، فكم من عزيز أذلوه ، ومن حر قيدوه ، فعليك بما يحبون ويألفون ، وإن كان من سالف القرون .


8. عليك بكثرة مشاهدة المسلسلات ، والأفلام السينمائيات ، فكثير منها كان رواية منسية ، وقصة رومانسية ، فما عليك إلا إعادة كتابتها بما يوافق الزمان ، وتغير أسماء الأبطال والأعيان ، فهذه وصفة سرية ، ومهنة خفية ، لا يتقنها إلا القليل ، ومن أصحاب الفكر العميل .


9. أما الروايات الإسلامية ، فلها بالسوق أهمية ، وإن تركت على حالها ، زاد انتشارها ، وكتابها المعاصرون ، في كل وسيلة يكتبون ، حتى سطعت أسماؤهم ، وكثر قراؤهم ، فهم الخطر القادم ، فلا تلوموا عندها أي لائم ، فمالك الرحبي ، ذلك الحر الأبي ، تابعه الناس ، وحبست عند متابعته الأنفاس ، حتى لقي ربه ، متعه الله بقربه .


فهذه الوصايا تخدم كل فنان ، ليكون أديب الزمان ، ومتنبي الأوان ، فهي من كاتب ناصح ، مترفع عن القبائح ، وإياكم أن تتسرب ، إلى العدو وتهرب ، فيحصل ما لا تمد عقباه ، حينها يبلغ الندم منتهاه .





أتمنى أن تحظى على إعجابكم ..

 

 

   

رد مع اقتباس