عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2008, 04:44 PM   رقم المشاركة : 2

 

رسـائـل في الرفق

الأولى


إلى دعاة الحق والفضيلة والى كل ناصح مرشد مشفق

رفقا بالمنصوحين وقولا لينا ،

فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به ...

فهلا تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى

و أخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى :

" اذهبا إلى فرعون إنه طغى

فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
"

أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره

وطغيانه وظلمه وعدوانه " فقولا له قولا لينا "

أي : سهلا لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ ،

من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال

او فظاظة في الأفعال " لعله " بسبب

القول اللين " يتذكر "

ما ينفعه فيأتيه " أو يخشى " ما يضره فيتركه فإن القول اللين داع لذلك

والقول الغليظ منفر عن صاحبه وقد فسر القول اللين

في قوله تعالى :

" فقل له هل لك إلى أن تزكى

وأهديك إلى ربك فتخشى
"

فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته

وعدم بشاعته مالا يخفى على المتأمل فإنه أتى

بـ " هــل " الدالة على العرض

والمشاورة والتي لا يشمئز منها أحد ودعاه إلى التزكي

والتطهر من الأدناس التي أصلها التطهر عن الشرك ,

الذي يقبله عاقل سليم ولم يقل " أزكيـك " بل قـال

" تـزكى " أنت بنفسك ثم دعاه

إلى سبيل ربه الذي رباه و أنعم عليه بالنعم الظاهرة

والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها وذكرها فقال :

" و أهديك إلى ربك فتخشى "

(( فإن كان أسلوب الخطاب هذا لذلك الطاغية

فكيف بإخوانكم المسلمين يرحمكم الله
))

 

 

   

رد مع اقتباس