الموضوع: جنوباً
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2010, 01:43 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 

أخويّ الكريمين:
سعيد الفقعسي
قرن النازية

أشكر لكما هذا المرورالجميل لاعدمتكما .

بالنسبة لطلب أخي الكريم سعيد سيتحقق ذلك مستقبلاً
أماّ تساؤل أخي الكريم قرن النازية فمسفرالذي تتحدث عنه
(أبافهد) رحيم مسفر بن صالح الذي أعنيه .
مسفربن صالح الغامدي



شاعر مبدع وكاتب مقال في ملحق الأربعاء بالتناوب مع الأستاذ
جريدي المنصوري وآخر مقالات أباضياء الأربعاء الماضي .

الحياة مجازاً


كما الشعر، تبدو الحياة مليئة بالاستعارات والمجازات والصور والأخيلة.. ليس من قبيل أن “الحياة تقلّد الفن”، بل من قبيل أن الحياة ذاتها، هي فن لا يقوم إلاّ إذا استقلت معانيه الفائضة عن الحاجة، في صور ومجازات، قابلة لإعادة التأويل باستمرار.
ما الذي يجعلك تنجذب إلى لون بعينه؟ ما الذي يلفت نظرك إلى لوحة إعلان محددة؟ أو يجعلك تسعى لسيارة من طراز معين.. سوى المعنى الفائض، والذي يتّخذ صورة (شعرية) ما.. إنه (بديع) الحياة، وزخرفها الذي لا تطيب بدونه، حتى لو كان فائضًا عن حاجاتنا الضرورية.
لا يبدأ ذلك من الخطوط (المجازية) التي تقسم الشارع إلى شارعين أو أكثر.. ولا من سرادق عزاء يغلق شارعًا فرعيًّا، دون أن يحدث ذلك تبرمًا في عابر ما؛ إذ إن المصاب جلل مهما كان لون عمر المتوفى، أو لونه، أو طبقته الاجتماعية.. عطل الحياة حقيقة، لا بد أن ينعكس على الشارع مجازًا، فيكون عليك أن تتعطّل، أو تلتف على المكان، أو تتأخّر، ولكن ذلك لن يكون مؤذيًا، طالما أنك لا زلت تحتفظ بحياتك، وحياة مَن تحب (نستطيع أن ننسب هذا الجانب إلى الشعر من باب الرثاء فقط..).
وبالطبع: لن ينتهي بديع الحياة وزخرفها عند ملعب كرة القدم، ذلك المستطيل الأخضر والذي يبدو خير ممثل لصور عصرنا ومجازاته، فكله استعارات في استعارات.. الشبكة استعارة من عالم الصيد.. الكرة استعارة من السلاح.. خطوط تقسيم الملعب استعارة من الحدود.. الحكم من القاضي، والمدرب من الحاكم، واللاعبون من الرعية.. واللعبة بمجملها من (اللعبة) التي قسمت العالم جميعه إلى دول وممالك، وأديان ومذاهب، وقوى شر، وقوى خير، عبر قرون طويلة من الحروب والصراعات وصعود الأمم وهبوطها..
المحصلة هي: كانت جنوب إفريقيا في كأس العالم الأخيرة منصةً، وكان العالم (ممثلاً في اثنين وثلاثين شاعرًا) يلقي شعره المعاصر من خلالها.. هكذا كنا مسمّرين أمام الشاشة، لا ننظر إلى اللعبة إلاّ باعتبارها قصيدة بلغة تخطها الأقدام لا الأيدي، ونستمع إليها بأبصارنا لا بآذاننا.. في زمننا الحديث: فقد الشعر بريقه كثيرًا في الكلمات، ولكنه كسبه في أماكن أخرى..
حارب دون كيشوت الإسباني الطواحين الهولندية.. عاد منتصرًا هذه المرة، ولكن انتصاره ليس سوى حيلة شعرية تخفي هزيمة ما: في الاقتصاد مثلاً..

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس