عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 08:43 PM   رقم المشاركة : 1
مِثل الليره الذهبيه (قصة مثل)


 






يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً ، كان له ولد وحيد ، بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه ،

حتى كبر ، وأصبح شابَّاً ، لايتقن أيَّ عمل ، ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات ،

واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ،

ودون علم والده !

وذات صباح ، نادى الأب ولده ، وقال له :

كبرت يابني ، وصرتَ شابَّاً قويَّاً ، ويمكنك ، منذ اللحظة ، الاعتماد على نفسكَ ،

وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرق جبينك .

قال الابن محتجَّاً :

- ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ ياأبي !

قال الأب :

يمكنك أن تتعلَّم .. وعليكَ أن تذهب الآن إلى المدينة وتعمل ..

وإيَّاكَ أن تعود منها قبل أن تجمع ليرةً ذهبيةً ، وتحضرها إليَّ !

خرج الولد من البيت ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمُّه ، وأعطته ليرة ذهبية ،

وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ، ويعود منها في المساء ،

ليقدِّم الليرة إلى والده ، ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدِّ يده !

وفعل الابن ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية ،

وقدَّمها لوالده قائلاً :

لقد عملتُ ، وتعبتُ كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة . تفضل ياأبي !

تناول الأب الليرة ، وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد ،

وقال : إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك . عليكَ أن تذهب غداً إلى المدينة ،

وتحضر ليرةً أخرى غيرها !

سكتَ الولد ولم يتكلم أو يحتج على تصرُّف والده !



وفي صباح اليوم الثاني ،

خرج الولد يريد المدينة ، وما إن تجاوز الباب ، حتى لحقت به أمه ،

وأعطته ليرة ثانية
، وقالت له :

لا تعد سريعاً . امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك .

تابع الابن سيره ، حتى وصل إلى المدينة ، وأمضى فيها ثلاثة أيام ، ثم عاد ،

وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً :

عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً ، حتى حصلتُ على هذه الليرة . تفضَّل ياأبي !

تناول الأب الليرة ، وتأملها ، ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً :

- إنها ليست الليرة التي طلبتها منكَ ..

عليكَ أن تحضر غيرها يابني !

سكتَ الولد ، ولم يتكلم !


وفي صباح اليوم الثالث ، وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها ،

تسلل الابنُ من البيت ، وقصد المدينة ، وغاب هناك شهراً بأكمله ،

ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية ، وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ،

فقد تعب حقَّاً في تحصيلها ، وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد .

قدَّم الليرة إلى أبيه وهو يبتسم قائلاً :

أقسم لكَ ياأبي أن هذه الليرة من كدِّ يميني وعَرَقِ جبيني ..

وقد عانيت الكثير في تحصيلها !

أمسك الأب الليرة الذهبية ، وهمَّ أن يُلقي بها في النار ،

فهجم عليه الابنُ ، وأمسكَ بيده ، ومنعه من إلقائها ، فضحك الأب ،

وعانق ولده ، وقال :

الآن صِرتَ رجلاً ، ويمكنك الاعتماد على نفسكَ يابني !

فهذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك ،

لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ،

بينما سَكَتَّ على ضياع الليرتين السابقتين ...



فَمَنْ جاءهُ المال بغير جهد ، هان عليه ضياع هذا المال .





...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس