عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2009, 12:03 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 




الفصل الرابع


{ في مقر الإقامة الجديد القديم }


لملمت حليمة جراحها واستسلمت للأمر الواقع وتم الزواج في نفس القرية بعد ليلتين فقط من حادثة الضرب تلك وحُمِلت هي وابنتها أمام عيني بخيت الدامعتين على مشدود ناصر متجهين إلى مقر الإقامة الجديد القديم .

كانت شريفة أسعد أفراد العائلة الثلاثة بهذا الزواج ظنا منها أنها بذهابها مع والدتها ستودع رعي الماشية للأبد وعلى الرغم من سعادتها تلك لم تستطع طوال الطريق تجاهل منظر والدتها وهي تتلقى الضرب من خالها دون أن تطلق صرخة استغاثة واحدة ، فحاولت أن تبعد عن أمها شبح تلك الذكرى المؤلمة وبدأت تسائلها عن مدلولات بعض ما كان يردده الناس في ( الجُرُن ) أثناء الدياس وفي الوادي أثناء الصرام مثل :


مع الحواشي ومع الأطرافي*** حتى يعاد البُرَّ برٌّ(ن) صافي
* * * * * * *
الليل هيِّا والنهار هيّا * * * يا راقداً في فيحة الثريا
منين لك لا جا الربيع شيّا
* * * * * * *
يالله اليوم يـــــــــاربي * * * يالذي ما انحن إلا به
يـــــا الذي ينبت الحبِّ * * * يابساً يوم نذرى بـــه
* * * * * * *
ولا يمّه من اللاش * * ولا ألآمه ولا أبغيه
ولا لي حاجة فيــه * * يموت الجفر في إيده
ولا يحجا يذكيه

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
وما إلى ذلك ، ووالدتها لا تدخر وسعا في محاولة شرح تلك المفردات لها ظنا منها بأن ابنتها حريصة بالفعل على فهم مدلولاتها .

لاحظ ناصر أثناء المسير عدم رغبة حليمة في الركوب على الدابّة وتفضيلها السير على قدميها فسألها عن سر ذلك فلم تعطه إجابة مقنعة فما زال بها حتى ذكرت له معاناتها من قروح في جسدها تزداد في إيذائها كلما لامس جسمها (حلس ) الحمارة ، تقبل ناصر ذلك منها ولم يناقشها عن أسباب تلك القروح وعندما وصل الركب إلى محطته الأخيرة أستقبل من فاطمة أحسن استقبال على عكس ما كان منتظرا فاستشعرت حليمة من ذلك الاستقبال مكراً لم تبح بمكنونه لأحد وبقيت على حذر من ( جارتها ) فاطمة .


اختلى ناصر بعروسه فأذهله ما رأى على جسمها من آثار السياط وعندها لم تجد حليمة بداً من الاعتراف له بما كتمته عنه طوال الطريق فتذكر وقتئذ كلام عريفة القرية عن عوض وما كان يرمي إليه .

أمضى بخيت أيامه الأولى بعد فراق والدته وأخته بصعوبة بالغة ، فإلى جانب مهنة أخته شريفة التى أوكلت إليه مهام القيام بها بعد عودته من المدرسة تكالبت عليه ظروف الفقر والغربة وفقد الحنان ومع مرور الايام تعود على تلك الصعاب حيث أدرك أن واقعه المرَّلم يكن ليغيره دمعه الذي لا يكاد يرقأ وهو يشاهد أقرانه ومن بينهم أبناء خاله يتوجهون عصر كل يوم إلي مكان مزاولة لعب كرة القدم بينما يذهب هو خلف غنمه إلى المرعى .


مرّعوض متبختراعلى ظهر دابته عصر أحد الأيام وهو عائداً من السوق ببخيت في المرعى وفي ذهنه ( سادي ) اللحم الذي اشتراه من الجزار ، وبعد أن تفقّد ( الجلب ) أوصى بخيتاً بأن يحضر له بصلا أخضر من المزرعة عندما يهم بالعودة إلى المنزل ليتناوله مع طعام العشاء .

انشغل بخيت بإحدى غنمه التي وضعت مولودها قبل مغرب ذلك اليوم وعاد إلى المنزل حاملا الجدي ولم يذكر البصل إلا عندما طلبه خاله من زوجته وهم متحلقين حول المائدة .

ارتعدت فرائص بخيت خوفا من عقاب خاله المنتظر وظل يحملق في وجهه متوقعا قيامه بطلب العرقة من عليِّ ليوسعه ضربا كما جرت به العادة إلا أن خاله بدلا من ضربه أمره بأن يخرج من فوره إلى الوادي ًلجلب البصل .


غادر بخيت البيت في ظلام حالك لا يكاد يشاهد معه أطراف أصابع يديه وبعد أن مشى قليلا باتجاه الوادي قفزت إلى ذهنه صورة الجدّة مصلحة التى لم يمض على دفنها في المقبرة الواقعة علي الطريق إلى الوادي سوى بضعة أيام فتهيأ له شبحها وكأنها تمشي أمامه متعثرة في كفنها فخارت قواه وتملّكه الخوف ولم تعد رجلاه قادرتان على حمله فجلس في الطريق على بعد أمتار من ( مصراع ) خاله ينتحب .

معاني الكلمات:


الحواشي: جمع حاشية وهي اطراف الديّسة ، والديّسة هي عملية درس المنتوج الزراعي بواسطة ثورين يجران خلفهما قطعة من الصخر تسمى الخورم لدهس السنابل حتى تخرج الحبوب منها ثم يتم فرز الحبوب عن اعواد او سيقان السنابل في عملية أخرى تسمى ( الذراة ) وذلك بتعريضها لتيار هوائي من قبل شخصين يقومان برفعها بواسطة الايدي واسقاطها على الارض فتبقى الحبوب عند أرجل الشخصين الذين يقومان بعملية الذراه بينما تأخذ الريح التبن أو ( العلف ) وتلقيه بعيدا عن الحبوب .

البُرّ : حب الحنطة .

يامّه : يا أمّي

اللاش : كلمة تطلق على الرجل الذى يفتقر للخصال الحميدة ( الكرم ، الشجاعة ، الشيمة ....الخ(

الآمه : احبّه .

الجفر : صغير الماعز .

يحجا : يجرؤ .

حلس : شئ يوضع على ظهر الحمار أو الحمارة مصنوع من الصوف الخشن يُمَكِّن الراكب من الاستواء على ظهر الدابه وهو يؤدي نفس الدور الذي يؤديه الرَّحْل الذي يوضع على ظهر الجمل.

جارتها : الجارة بلهجة اهل الجنوب هي الطبينة .

السادي : كمية من اللحم تقدر بكيلوجرام تقريبا .

الجلب : الغنم التي يكون عددها مرتفعا .

المصراع : باب الحوش الخارجي .

======================================
الفصل الخامس

( فأما اليتيم فلا تقهر )


اقترب من بخيت أثناء جلوسه في الطريق صوت وقع أقدام على الأرض وعصاة يتوكأ عليها صاحبها أثناء مشيه فتحسس الصوت محاولا التعرف على القادم فإذا به يسمع تهليل وتسبيح العم موسى عائدا من المسجد متأخرا بعض الوقت بعد أن استوقفه الإمام عقب الصلاة لبعض شأنه .

سأل العم موسى بخيتا قبل أن يتعرف عليه : من هذا ؟
أجاب بخيت : أنا بخيت يا عم موسى .
موسى : اش تسوى هنا وأنا أبوك
خالي يا عم موسى أرسلني آجيب له بصل من الوادي وأنا ما أسكن أروح لحالي .
موسى : تعال وأنا أبوك تعال .


يطرق موسى ( حِلْقَة ) مصراع عوض بقوة فيخرج عوض من البيت مرددا.... مين .... مين ...؟

يبدأ موسى في رفع صوته مهاجما عوض : انت يا قليل خوف الله ما بتتبلع عشاك إلا ببصل يجيبه لك المسكين هذا من الوادي في ذا الوقت ؟! أنت ما تخاف ينفلج عقله من شي يصادفه في الطريق ؟!. ليش ما ترسل واحد من أولادك معه يسكّنه ، وإلا عشان إنه يتيم .


عوض بعد أن ألجمت كلمات موسى فاه يأخذ بيد بخيت ويدخلان إلى البيت سوياً من دون رد .

أمضى عوض ليلته تلك وصدى كلمات موسى يترنح في أذنيه ولم يعاقب بخيتا وكأنه ينتظر منه خطأ آخر لتكون العقوبة واحدة .


في صباح اليوم التالي ( يوم الجمعة ) يذهب عوض مبكرا إلى الوادي ( موعد شِربه ) للسّوق ومعه ابنه علي وأثناء ( تركيب العِداد ) تسقط منه ( الدرّاجة ) داخل البئر فلم يجد بدا من استدعاء بخيت من المرعى لوضعه على ( الغرب ) وتدليته إلى البئر لجلب الدراجة كونه أخف وزنا من علي ، حضر بخيت فبكى بكاء مرا قبل نزوله إلى البئر خوفا من السقوط فيها بعد تجربته السيئة العام الماضي تعلم السباحة وانقطاع الحبل به داخل البئر نفسها ومع ذلك لم يكن ليشفع له بكاؤه من تنفيذ ما أُمر به .

لاحظ أحد المزارعين المتواجدين من أبناء القرية في الوادي ما جرى بين بخيت وخاله فلم يزد على أن قال لعوض بعد صعود بخيت من البئر ( فأما اليتيم فلا تقهر )

أخذت تلك الآية من نفس عوض مأخذها وقرر من تلك اللحظة تغيير طريقة معاملته لبخيت فبدأ يغدق عليه من الحنان والعطف ما لم يتعوده منه حتى أبناؤه وبناته .

{ فشر الجبل }

لم يعد بخيت يرى أمه وشقيقته إلا في الأعياد ومع أنه لم يكن يجد من الفرحة فيها ما يجده كثير من الأطفال إذ ليس له عيديِّة ولا ثوب جديد ولم يكن يمتلك ( طراطيع ، أونجوم الليل ) وما إلى ذلك لكنه كان يستمتع أثناء وجوده لدى والدته بلعب الكرة مع أبناء القرية وترديد أهازيج العيد معهم:-

بكره العيد نحمي سمننا * * * * والتبيعة ترقّص في الرِّباع
**********
ياهلال ياسعيد *** القني في المسيد
واعشِّيك واغدِّيك *** واقطع لك راس الديك
***
بالمسحاة والعطيف


وفي أقل الأحوال يبتعد عن رعي الأغنام فترة من الزمن.

في ثاني عيد أضحى مر على أمه بعد زواجها من عمه ناصر صادف أن قام الجماعة ( بفشر ) الجبل قبل سفر العديد منهم إلى مكة إما لأداء المناسك أو للبحث عن عمل مؤقت في موسم الحج ونظراً لأن حليمة إحدى نساء القرية اللائي يتسابقن على جمع أكبر كمية من ( الحشيش ) في يوم الفشر فقد انطلقت وابنتها قبل صلاة الفجر للظفر بما لا يظفرن به الأخريات .

اقتربت حليمة من شجرة عرعر كثيفة لاحظت خضرة الحشيش وغزارته تحتها وأثناء انهماكها في قصّه ( بالمحش ) وطأت بقدمها أفعى كانت مختبئة بين الأغصان تنتظر شروق الشمس لتجفف قطرات الندى التي تركها الطل على جسمها فغرزت الأفعى نابيها في مؤخرة قدم حليمة وأفرغت ما في جوفها من سمٍّ داخل جسدها ، صرخت حليمة بكل ما أوتيت من قوة مستغيثة بمن حولها قبل أن تسقط مغشيا عليها ولم تمض إلا لحظات حتى بدأ لون بشرتها في التغيّر.

حملت حليمة إلى البيت في انتظار العلاج لكنها ودعت الحياة قبل غروب شمس ذلك اليوم وما يزال مَحَشَّها وما تناثر من حشيشها إلى أن دفنت تحت تلك الشجرة شاهدين على قسوة الدنيا وحقارتها.

تباينت الآراء حول مكان بقاء شريفة فعمها ناصر يصر على أن تتربى لديه وخالها عوض يطالب بوجودها بجوار أخيها بخيت وأخيرا استقرّ الرأي على أن تعيش هي لدى عمها بينما يبقى بخيت لدى خاله لمواصلة الدراسة .

مرت السنوات وعلي يتعثر في دراسته بينما بخيت يتقدم فيها حتى اجتمعا سويا في الصف السادس وقد ازداد حنق علي على بخيت ليس بسبب تفوقه فقط بل لأن والده عوض يحنوعليه ويدنيه منه .

لاحظ علي بخيتا يساعد إحدى بنات القرية في رفع ( قربتها ) من ( قٌف ) البئر ووضعها على ظهرها بعد أن استنجدت به وهو في طريقه إلى المرعى فوجدها فرصة مناسبة للإيقاع به لدى أخيها ( دخيل )الذي يكبر بخيتا بنحو عامين ونصف العام فجمع دخيل عددا من رفاقه وتحرشوا ببخيت فطعن بخيت أحدهم ( بمقلميَّة ) كانت معه فخر المصاب على الأرض يتضرج في دمائه .


معاني الكلمات :

حلقة : الحلقة بكسر الحاء قطعة حديد مثبتة على الباب من الخارج تستخدم لطرق الباب وتقوم بالدور الذي يقوم به الجرس حاليا .

تتبلع : تتناول بشهية .

ينفلج : يذهب .

يسكِّنه : يؤنسه .

الشرب : قسمه من الماء ، يقول الله عن ناقة صالح ( ولها شرب يوم معلوم)

العداد : بكسر العين أدوات الري ( المحالة ، الدراجه ، السهمان ، الغرب ، الرشا ، المقاط )

فشر الجبل : كان الجماعة فيما مضى يمنعون رعي المواشي في بعض الجبال أو السماح بقص حشيشها لفترة من الزمن حتى ينبت العشب فيها ويتكاثر ( وهي الفترة التي يكون فيها الجبل أو الجبال محمية ) ثم يسمحون للاهالي بعد ذلك بالرعي وقص العشب لمدة يوم أو يومين على الآكثر وهو ما يعرف بالفشر .

التبيعة : انثى البقر الصغيرة في السن .

المسيد : المسجد .

المسحاة : من ادوات الحفر.

العطيف : اداة لقطع الاخشاب وغصون الشجر.

المحش : اداة تستخدم لقص الحشائش والاعشاب .

القربة : وعاء يحمل فيه الماء مصنوع من جلود الاغنام .

القف : مربع في رأس البئر تقوم ( السانية ) بافراغ الماء فيه بعد نزعه من داخل البئر بواسطة الغرب .

المقلمية : سكين صغيرة الحجم .


الفصل السادس

{ بداية التحول }

من حسن حظ بخيت أن جرح ضحيته لم يكن غائرا بما يكفي للقضاء عليه وأن القضية حلت بموجب ألأعراف القبلية ولم تصل إلى الشرطة .

قضى الحكم الذي أصدره شيخ القبيلة على عوض بصفته المسؤول عن تربية بخيت أن يذبح عوض ثوره للجماعة وأن ( يجلي ) بخيت عن الديرة في غضون ثلاثة أيام من صدور الحكم وإلا فإن دمه ليس معصوما بعد ذلك .

انتقل بخيت للعيش مع أخته شريفة لدى عمه ناصر تاركا دراسته التى تفوق فيها على نفسه وعلى الظروف التى كانت تحيط به ورجع إلى رعي الغنم من جديد .

قبل مغرب أحد الأيام عاد بخيت من المرعى بغنمه فلاحظ حركة غير عادية تدب في القرية ولدى سؤاله عن سببها أخبرته شريفة بأن أحد أبناء القرية الغائبين عنها فترة طويلة ويدعى ( فالح ) قد عاد من سفره محملا بالأموال والهدايا وأن هناك وليمة كبيرة من أهالي القرية أعدت له .

ذهب بخيت مع أقرانه لحضور الوليمة والتعرف على الضيف المحتفى به فأعطي كما أعطى الآخرون ( كسوة ) عبارة عن ثوب وغترة فعاد إلى البيت لاتكاد الفرحة تسعه وعندما لبس الثوب الجديد وجده أصغر من مقاسه بكثير .

عاد بخيت إلى فالح من فوره لتبديل الثوب فوجد الآخرين قد تفرقوا عنه ولم يبق سواه في المجلس .
سأله فالح : أنت ولد من يا به ؟
أجاب : أنا ولد سالم بن سعيد .
فالح : عندك أخوان وأنا عمك ؟
بخيت : لا ، عندي أخت واحدة .
فالح : ما شاء الله ، كم عمرها ؟
بخيت : سطعشر ( ستة عشر ) سنه .
فالح : مخطوبة والا لا ؟
بخيت : لا ، ما هي مخطوبة


أعطاه فالح كسوة له ولأخته وبات ليلته تراوده فكرة التقدم لخطبة أخت بخيت بعد فشل زواجه الأول من إحدى بنات المدن حيث طلقها قبل العودة في إجازته القصيرة تلك إلى القرية .

بقي فالح قرابة ثلاثة أسابيع يترصد لشريفة قبل أن يتمكن من لمحها ذات مساء وهي عائدة من الوادي وعلى رأسها حزمة ( قضب ) وبعد أن لمحها قرر التقدم لخطبتها من عمها ناصر .

وافق ناصر على الخطبة وحدد موعد الزواج بعد سنة من ذلك التاريخ فاشترط فالح أن يصطحب بخيتا معه عند سفره للوقوف إلى جانبه في تجارته التى تأثرت بعد مغادرة أحد صبيانه الموثوق فيهم إلى بلاده .

تقبل ناصر الامر على مضض ووافق على سفر بخيت مرغما لانه سيضطر للتخلص من غنمه أوجلب راعي جديد لها لكنه وضع نصب عينيه ما سيجنيه مقابل ذلك من عطايا فالح وهِبَاته المنتظرة .

غادر بخيت القرية بصحبة فالح وأثناء تواجده في البلدة التي دفن فيها والده أصر على معرفة مكان القبر وزيارته قبل ركوب السيارة فازداد إعجاب فالح به وبوفائه .

لم يخيب بخيت ظن فالح فيه وأبدى مهارة فائقة في كسب الزبائن وتصريف البضاعة وزيادة الدخل فما كان من فالح إلا أن ألحقه بإحدى المدارس الليلية لمواصلة تعليمه .

نجح بخيت وحصل على شهادة الصف السادس وعاد في نهاية العام مع فالح إلى القرية لإتمام زواج فالح من أخته وبعد الزواج اصطحب فالح زوجته وأخيها وعادوا جميعا إلى مكة .

واصل بخيت دراسته الليلية إلى جانب عمله في متجر فالح دون كلل أو ملل حتى تحصل على الشهادة ألإعدادية ومن ثم الثانوية بتقدير لا بأس به .

اضطر فالح أن يجلب له صبيا آخر بعد أن التحق بخيت بالجامعة فتدهورت حالته الماديّة وأصبحت تجارته مهددة بالكساد .

لم يجد فالح بداً من إشراك بخيت معه في التجارة شريطة أن يترك الجامعة ويتفرغ للعمل ، فوافق بخيت على شرط فالح وحول ملفه من منتظم في قسم اللغة الإنجليزية إلى منتسب في قسم الاقتصاد والإدارة وبدأ في ممارسة عمله .

لم تمض سنوات الجامعة الأربع إلا واسم بخيت لامع في التجارة كما هو لامع في الجامعة وبعد تخرجه قرر الزواج من ابنة جيرانه ( سميرة ) التي اختارتها له أخته شريفة وكانت ابنة أحد أعيان مكة .

عاد بخيت إلى قريته للمشاركة في استقبال المعزين في وفاة عمه ناصر وبعد أن انتهت مراسم الجنازة
اتفق مع إحدى المؤسسات التى بدأت تنتشر في القرى الكبيرة على فتح طريق للسيارة على حسابه الخاص يصل إلى القرية وبدأ في بناء مسجد جامع فيها على إحدى قطع الأراضي التى تركها له والده وعمه ناصر أهدى ثوابه لوالده ووالدته وعمه ثم قام بزيارة خاله عوض وأبنائه قبل عودته إلى مكة لمواصلة عمله.


بعد العودة إلى مكة طلب شقيق سميرة الذي يعمل في وزارة الخارجية من بخيت ملفه والحقه بإحدى قنصليات المملكة في الخارج للعمل فيها ومحاولة الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه .

 

 

   

رد مع اقتباس