الموضوع: الرجل المجهول
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2010, 10:54 AM   رقم المشاركة : 2

 


والرجل المجهول هو الذي أخفى عمله عن الناس وأحب خمول الذكر

ولم يتعرض لباب الشهرة ومدح الناس

بل عمل في أي حقل من حقول الدين العلم أو الدعوة أو الجهاد

أو الحسبة أو العمل التطوعي أو غير ذلك وكان قصده وجل همه من عمله

تحقيق رضا الله والدار الآخرة وإعلاء كلمة الله ونشر دينه

ولم يلتفت قلبه أبدا إلى معرفة الناس به والثناء عليه

وإشهار أمره بل كانت صلته خالصة بالله ،

جعل الله نصب عينيه في كلامه وسكوته وقيامه وقعوده ينأى بنفسه

عن مجامع الناس وجوائزهم لا يبتغي في عمله أجرا منهم ولا شكورا

ولسان حاله يقول عملت هذا العمل لله فلا أرضى بمن دونه من المخلوقين

فلما كان عملي رباني فجزائي رباني.

وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الصنف فقال

( طوبى لعبدٍ آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه،

إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة،

إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع
) رواه البخاري.

قال ابن حجر: "فيه ترك حب الرئاسة والشهرة وفضل الخمول والتواضع".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) رواه مسلم.

وجاء في حديث معاذ (إن خير عباد الله الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يفطن لهم

يخرجون من كل غبراء مظلمة
) رواه ابن ماجه.

وروي في الأثر : ( إن أهل الجنة كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له،

الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم،

وإذا خطبوا النساء لم ينكحوا، وإذا قالوا لم ينصت لهم.

حوائج أحدهم تتخلخل في صدره،

لو قسم نوره يوم القيامة على الناس لوسعهم
).

وكان ابن مسعود يوصي أصحابه فيقول:

" كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب .

تعرفون في أهل السماء، وتخفون في أهل الأرض
".

و ‏قال رجل لبشر الحافي رحمه الله‏:‏ أوصني، فقال‏:‏

"أخمل ذكرك، وطيب مطعمك‏ ".

‏وقال الزهري رحمه الله‏:‏

"ما رأينا الزهد في شيء أقل منه في الرياسة،

نرى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال فإذا نوزع الرياسة حامى عليها وعادى‏
".

 

 

   

رد مع اقتباس