عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2011, 06:24 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

كل التقدير والعرفان على مرورك وتعليقك أخي الكريم سلسلة أبو عبدالرحمن

ويطيب لي مواصلة القصة هذا اليوم يقول الراوي ياسادتي ياكرام:

الحلقة الثانيـــــة (2)

تقاطر نساء القرية في الأيام التالية مهنئين بهذا الزواج ....يأتين حاملات بعض القهوة البرية وقد دسسن وسطها مبلغا بسيطا من المال كما اعتدن في الافراح والأتراح أيضا .
العمة تجمع عطايا النساء فتضع القهوة مع بعضها وتجمع النقود مع بعضها أيضا .
والعروس ........تجلس معهم ساهمة في أكثر الأوقات ......ويعتادها دوما حديثهم عن أبها البعيدة .....وكيف ستكون .
حدد وقت العرس في الجمعة القادمة ...........وحليمة لاتعلم هل تفرح أم تبكي ...!!
وفي الجمعة القادمة نهض العم باكرا فذبح رأسين من الغنم ...وبدأ الرجال يلتفون من أنحاء القرية ....وقد أرتدوا أجمل حللهم وتمنطقوا بخناجرهم اللامعة ........وبقوا يرددون بعض الأهازيج الشعبية ....في إنتظار قدوم العريس وصحبه .
ولم يطل أنتظارهم كثيرا .......فقد سمعوا طلقات نارية من أول الطريق الترابي الوحيد هناك ........فأصطفوا جميعا للترحيب بالضيوف .
وأقبل الضيوف في صف أفقي واحد يتوسطهم صاحب الشأن وقد ارتدى اجمل مالديه .......وتمت مراسم الترحيب والعرضة الشعبية .
حليمة تقف في منتصف غرفتها ........تتأملها جدارا جدارا .......ربما تسترجع سنوات عمرها التي قضتها في هذه الغرفة .........وربما تتساْل متى ستراها مرة أخرى .
في منتصف حيرتها ........دخلت عليها العمة .......فأوصتها خيرا بزوجها ....وأن عليها أن تكتم أسراره وتقوم بواجبه ....وألا تفعل ما يغضبه ......وألاف الوصايا التي لم تفهم حليمة كثيرا منها .
وبعد العشاء ........حملوا حقيبتها المصنوعة من الصاج المنقوش والتي أشتراها لها العم لتجمع فيها أغراضها البسيطة ........وحملوا العروس إلى سيارة ابو محمد .
لأول مرة في حياتها تركب سيارة .......وبدلا من النظر إلى وجه زوجها .......تمسكت بشدة في مكانها خوفا .
وضحك العريس وهو يقول ........لاتخافين ياحليمة .
وأخيرا إنتبهت لوجوده .......فنظرت إليه في الظلام .........وهو أكمل حديثه بقوله ........أسمعي ...سيكون لك بيت خاص ......وسآتي إليك بين فترة وأخرى .......انا أشتغل في الخميس ........وقد اتأخر عليك أحيانا ....فلا تقلقي .....وابقي في بيتك ولا تخرجي منه بدون إذن مني .
وهي تهز رأسها ليس إقتناعا .........وإنما تحصيل حاصل .
بعد ساعات من الإهتزازات المتعبة ......وصلوا إلى مشارف أبها .........ومن هناك إلى بيت الزوجية .
بيت طيني صغير في حي ( النصب ) .
اضاء العريس فانوسا جديدا معلقا على جدار الغرفة ........وعاد للسيارة ليحضر حقيبة اغراضها .......وجلست حليمة على الدكة الطينية ......في وجوم وصمت .
عاد العريس بالحقيبة فوضعها أرضا ........ثم دعاها إلى فراش متواضع في ركن الغرفة ........كادت أن تطلق ساقيها للريح .......لكنها تذكرت وصايا العمة .........وماذكرته عن لعنات الملائكة ....ولم يطل ترددها فقد مد العريس يده فأنتزعها من مكان جلوسها ........وألقاها أرضا .......وشعرت بشعرات لحيته تعبر وجهها روحة وجيئة .....وأصوات كفحيح الأفاعي ثم .......رمى بنفسه جانبا .
نهض .....وغسل نفسه بقليل من الماء ..........وأرتدى ملابسه وخرج .........!!
بعد أن اصبحت وحيدة .........نظرت لنفسها فوجدت الدماء تسيل منها .........وقد تلطخ جزء من الفراش ....وأرادت أن تقف على قدميها ........فما أستطاعت ....فألقت بنفسها على الفراش ..........وغطت في نوم نصفه كوابيس ........ونصفه الآم مبرحة .
نهضت بتكاسل شديد ..........والآمها تزيد مع كل حركة .........فأغتسلت وأبدلت ملابسها .......ونظفت فراشها ...وهي تلعن الزواج ......ويوم الزواج...!
نظرت من نافذة المنزل الطيني لترى ماحولها ..........فرأت من خلف المنزل وادي أبها .........ومن الناحية الأخرى طريق ترابي ضيق ........وبيوت في الجهة المقابلة .
جوع شديد ........بحثت في أرجاء المنزل فلم تجد إلا كيس من الدقيق ....وقليل من التمر ....تناولت بعض حبات التمر .......مع بعض الماء .
ثم سمعت طرقا على الباب .......فتحركت في ثتاقل لترى من الطارق .........فرأت عددا من النساء يرتدين عباءات سوداء .......لم يسبق أن رأت مثلها في القرية ........بادروها بالسلام ...وأستأذنوا بالدخول فأذنت لهم ....سألوها عن حالها .......فأخبرتهم أنها عروس جديدة ........فهنأنها ....وفرحت أكثر حين أحضرن معهن بعض ( العريكة ) المغطاة بالسمن والعسل ....وبعض القهوة والشاي .
دعوها للأكل فلم تتردد .......وملأت بطنها ثم تناولت بعض القهوة .........وضحكن كثيرا حين سألتها أحداهن عن زوجها من يكون فقالت أسمه أبو محمد .........ولم تكن تعرف عنه أكثر من ذلك إلا أنه عسكري في الجيش .
مر يومان أو ثلاثة ......وجاء ابا محمد .........وقد أحضر معه كيسا ورقيا في بعض اللحم .......قذف به نحوها وهو يقول .......قومي أطبخي لنا الغداء .
وأسقط في يدها .........فهي لم تطبخ قبل ذلك أبدا ........وإن كانت كثيرا ما تساعد عمتها في الطبخ ......إلا أنها لا تعرف تماما كيف يكون الطبخ .
قالت ....ما أعرف .......فأنقلبت ملامح العريس ........وأكفهر وجهه .....ثم وجه لها سيلا من الشتائم المتتالية بصوت كنهيق الحمار ......وهي تغمض عينيها مع كل شتيمة جديدة ........وسحبها بيدها بقوة كادت أن تنزعها من جسدها ودفعها نحو المطبخ ........ولم تدر ماذا تفعل .
وبدأ يشرح لها كيف تطبخ .......وهي تهز رأسها رغم أنها لم تفهم شيئا .
خرج الزوج للمسجد .........وعاد ليجدها في حيرتها السابقة ..........فلم تفعل أكثر من غمر اللحم في قدر من الماء ثم تركته .
إشتد غضبه أكثر ............وتناسى موضوع الأكل ........وقام بسحبها لنفس مكان المذبحة الأولى .......ومارس فحيحه كالمعتاد .......ثم رمى نفسه جانبا حتى يسترد أنفاسه ........وأرتدى ملابسه وخرج .
تنفست الصعداء بعد خروجه .........رغم الألم الشديد .......في نفس المكان ..........لكن خروجه رحمة على الأقل .
ولم تتردد في الإستعانة بجارتها لتعليمها كيفية الطبخ .......فعلمتها الطبخ .........والكنس ......والغسيل ....وكل ما أستطعن أن يعلمنها .
وأصبح العريس يأتي بقطعة من اللحم .......أو ديكا بلديا مذبوحا ..........فتطبخه كأحسن ما يكون .......فخفت حدة شتائم الزوج ..........لكن لازال الأمر ينتهي رغم ذلك .......في مكان المذبحة الأولى .
وتجرأت يوما فسألت ابا محمد عن أسمه ........فأنفجر ضاحكا لأول مرة منذ زواجهما ........وسألها ألم يخبرك عمك من أنا ..........قالت قال لي أبو محمد فقط .
قال أسمي موسى بن محمد بن عبدالله .........وتبسط في الحديث معها ......فأخبرها أنه متزوج من أبنة عمه منذ أكثر من عشرون عاما .......ولديه ثلاثة أولاد وبنت واحده ........وأنهم لايعلمون أنه قد تزوج بزوجة أخرى
ولم تعني لها تلك المعلومات الإضافية شيئا .
مر شهر كامل على زواجهما .......وكالمعتاد حضرت الجارات كعادتهن كل صباح ........فوجدنها في حال مختلف ......فهي تشكو مغصا مؤلما ......وشعور بالدوخة والغثيان .........فتضاحكن وهن يخبرنها أنها ربما تكون حاملا .
حامل ..........مامعنى هذا ؟
يعني ستأتين بولد أو بنت ......وتصبحين أما .........!!؟؟
وجمت قليلا وهي تتحسس على بطنها ..........قائلة .....مالي إلا شهر متزوجة ..!!
وفرحت .........كثيرا ...والنساء يباركن لها ويدعين الله أن يسهل عليها الأمر ........وترزق بطفل ليؤنس وحدتها ...وصارت هي تؤمن لهن .
غادر النسوة ..........وجلست تتخيل كيف سيكون طفلها ........هل سيكون ولدا أم بنت ؟
هل سيكون الأمر مؤلما ............وقطع حبل أفكارها طرقات الزوج على الباب .........فسارعت بفتح الباب ....وما أن وضع خطوته الأولى في البيت حتى سارعت بإخباره بالخبر السعيد ......وهي تتوقع أن يطير فرحا ....لكن جوابه كان صفعة لوت رقبتها تسعون درجة في الإتجاه الآخر .
وبهتت للأمر ....فقد قال لها النسوة أن الزوج سيفرح إن علم بحمل زوجته .........لكن هذه الصفعة قطعا لاتدل على فرح أبدا .
وأنهمرت في بكاء شديد ...........وخرج ابو محمد غاضبا .........وتنفست الصعداء مرة أخرى ......فلم يكن هناك زيارة لمكان المذبحة المعتاد .
وتساءلت حليمة لم هو غاضب ...........فهي لم تفعل شيئا .........بل هو من فعل .....فلم تحاسب على فعله هو ...


انتظروا الحلقة القادمة



الله يحبكــــــــــ(ن)ــم

 

 

   

رد مع اقتباس